قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الإثنين 11 مارس/آذار 2024 إن وكالات الاستخبارات الأمريكية كشفت في تقريرها السنوي لتقييم التهديدات لعام 2024، تزامناً مع إدلاء قادة الوكالة بشهادتهم في مجلس الشيوخ إنَّ أمريكا تواجه "نظاماً عالمياً يتزايد هشاشةً"، وإشكالية بسبب منافسة القوى العظمى والتحديات العابرة للحدود الوطنية والصراعات الإقليمية.
أمريكا تواجه "نظاماً عالمياً يتزايد هشاشةً"
تقول الوكالات الامريكية في تقريرها السنوي لتقييم التهديدات لعام 2024: "إنَّ الصين الطموحة لكن القلقة، وروسيا التي تميل إلى المواجهة، وبعض القوى الإقليمية، مثل إيران، والجهات الفاعلة غير الحكومية ذات القدرات العالية، تتحدى القواعد القديمة للنظام الدولي، فضلاً عن أولوية الولايات المتحدة داخل هذا النظام".
ركز التقرير إلى حد كبير على التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا، أكبر منافسي الولايات المتحدة، بعد أكثر من عامين من شن روسيا حربها على أوكرانيا، بالإضافة إلى الإشارة إلى مخاطر الصراع الأوسع المتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.
ويقول التقرير إنَّ الصين تقدم مساعدة اقتصادية وأمنية لروسيا في ظل حربها في أوكرانيا، من خلال دعم القاعدة الصناعية الروسية. كما يحذر من أنَّ الصين قد تستخدم التكنولوجيا لمحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية هذا العام.
ويشير التقرير أيضاً إلى أنَّ التجارة بين الصين وروسيا تزايدت منذ بداية الحرب الأوكرانية، وارتفعت الصادرات الصينية من السلع ذات الاستخدام العسكري المحتمل بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2022.
في حين حثت مديرة المخابرات الوطنية، أفريل هاينز، المُشرِّعين على الموافقة على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وقالت إنه "من الصعب تصور كيف يمكن لأوكرانيا" الاحتفاظ بالأراضي التي استعادتها من روسيا دون مزيد من المساعدة من واشنطن. وأكدت هاينز "الأهمية البالغة" لموافقة الكونغرس على مشروع قانون يوفر مساعدة عسكرية جديدة لكييف بقيمة 60 مليار دولار.
التفاوض لإنهاء الصراع في أوكرانيا
فيما قال مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إنَّ المخابرات الأمريكية قدرت أنَّ فلاديمير بوتين لم يكن جاداً بشأن التفاوض على إنهاء الصراع، على الرغم من العواقب الاقتصادية "التي تجعل روسيا تابعة اقتصادياً للصين".
وحث بيرنز بقوة، مثل هينز، على مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا من أجل دعم الحكومة في كييف وإرسال رسالة إلى الصين بشأن العدوان على جيرانها، مثل تايوان أو في بحر الصين الجنوبي.
كما قال بيرنز: "تقييمنا هو أنَّ (الزعيم الصيني) شي جين بينغ قد استفاق، كما تعلمون، بسبب ما حدث.. ولم يتوقع أنَّ أوكرانيا ستقاوم بالشجاعة والمثابرة التي أظهرها الأوكرانيون".
وأشارت هينز إلى المخاوف من أن يؤدي الصراع في غزة إلى انتشار انعدام الأمن العالمي. وأضافت: "إنَّ الأزمة في غزة هي مثال صارخ على الكيفية التي يمكن بها للتطورات الإقليمية أن تكون لها آثار أوسع نطاقاً وحتى عالمية".
حماية المدنيين في غزة
بعد أن قاطع أحد المتظاهرين الجلسة مطالباً بضرورة حماية المدنيين في غزة، سُئل بيرنز عن الأطفال في القطاع الفلسطيني. وأجاب بيرنز: "الحقيقة هي أنَّ هناك أطفالاً يتضورون جوعاً، ويعانون من سوء التغذية نتيجة عدم وصول المساعدات الإنسانية إليهم. من الصعب للغاية توزيع المساعدات الإنسانية بفعالية ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار".
واحتدمت المشاعر في جلسة الاستماع مع تطرق بعض أعضاء مجلس الشيوخ إلى الهجرة عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك، التي جعلها ترامب محور حملته لهزيمة جو بايدن في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأعرب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي عن قلقه بشأن "التداعيات الإرهابية الناجمة عن الاستهداف المحتمل لنقاط الضعف على الحدود"، مشيراً إلى التهديدات المتزايدة من الأمريكيين الذين "يستلهمون" من عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.