قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الوفد الأممي المرسل إلى إقليم قره باغ في أذربيجان لم يرصد أي ممارسات عنف ضد المدنيين الأرمن، أو أي استهداف للبنى التحتية في المنطقة.
تصريحات المسؤول الأممي جاءت تعليقاً على زيارة وفد أممي إلى قره باغ نهاية الأسبوع الماضي بناءً على دعوة من الحكومة الأذربيجانية.
وأشار دوغاريك إلى أن الوفد عمل على رصد الاحتياجات الإنسانية في المنطقة، لافتاً أنه يضم ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
كما لفت إلى أن الوفد أجرى جولة تفقدية في نقطة التفتيش الحدودية في لاتشين ومدينة خانكندي، وقال: "لم يجد الوفد أي دليل على ارتكاب ممارسات عنف ضد المدنيين الأرمن، ولم يلاحظ استهداف البنى التحتية المدنية في المنطقة".
لا أضرار في المستشفيات والمدارس
وأكد دوغاريك أن المستشفيات والمدارس والمنازل والمراكز الدينية والثقافية لم تستهدف، وأن الحكومة الأذربيجانية بدأت جهودها من أجل تقديم الخدمات الصحية دون انقطاع مرة أخرى.
أضاف: "كما تم رصد عدم إلحاق أضرار بالمناطق الزراعية والحيوانات"، مشيراً إلى أن الوفد التقى ممثلي الأرمن في المنطقة.
وقال دوغاريك إن مهمة الأمم المتحدة تستهدف تقييم الوضع على الأرض وتحديد الاحتياجات الإنسانية لكل من الأشخاص المقيمين والراحلين، مضيفاً أن ممثلين عن المنطقة أبلغوا مسؤولي الأمم المتحدة أن "ما بين 50 و1000 أرمني ما زالوا حالياً في قره باغ".
وذكر أنه لا متاجر مفتوحة في المدينة، وأن أذربيجان تستعد لاستئناف الخدمات الصحية وبعض المرافق الأساسية في المدينة، مضيفاً: "يؤكد الفريق ضرورة إعادة بناء الثقة، وأن هذا يتطلب وقتاً وجهداً من جميع الأطراف (..) الأمم المتحدة تعتزم زيارة المنطقة بانتظام".
كان متحدث وزارة الخارجية الأذربيجانية أيهان حاجي زادة، ذكر سابقاً أن بلاده وجّهت دعوة إلى وفد الأمم المتحدة لزيارة البلاد للاطلاع على الوضع في المنطقة بعد "عملية مكافحة الإرهاب" التي نفذها الجيش الأذربيجاني.
عملية ضد الانفصاليين الأرمن
يشار إلى أن أذربيجان أعلنت، الثلاثاء، 19 سبتمبر/أيلول، إطلاق عملية "ضد الإرهاب بهدف إرساء النظام الدستوري في إقليم قره باغ"، إثر تصاعد التوتر "بسبب إقدام قوات غير قانونية تابعة لأرمينيا في إقليم قره باغ الأذربيجاني على إطلاق النار بشكل ممنهج، مستهدفةً مواقع الجيش الأذربيجاني في الأشهر القليلة الماضية، ومواصلتها زرع الألغام، وقيامها بأعمال تحصينات"، بحسب السلطات الأذربيجانية.
والأربعاء 20 سبتمبر/أيلول، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية التوصل إلى اتفاق لوقف باكو عمليتها ضد الإرهاب في إقليم قره باغ، وتخلي المجموعات المسلحة الأرمينية غير القانونية، والقوات المسلحة الأرمينية الموجودة في قره باغ عن سلاحها، وإخلاء مواقعها العسكرية.
والخميس، الـ21 من الشهر نفسه، انطلقت محادثات بين أذربيجان ووفد أرميني من قره باغ، في مبنى الولاية بمدينة يفلاخ القريبة من قره باغ بأذربيجان، بحضور ممثل من قوات حفظ السلام الروسية حضر الاجتماع.
يُذكر أن أغلبية السكان في قره باغ، المعترَف بها دولياً، جزء من أذربيجان من عرقية الأرمن، وانفصلت عن سيطرة باكو في أوائل التسعينيات، واستعادت أذربيجان مساحات واسعة من الأراضي فيها وما حولها في حرب عام 2020.
في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق جيش أذربيجان عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، توصَّلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على مناطقها المحتلة.