حذّر عمدة مدينة نيويورك الأمريكية، إريك آدامز، الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023، من أزمة المهاجرين في مدينته، قائلاً إنها "ستدمر" المدينة التي تستقبل حالياً أكثر من 10 آلاف مهاجر شهرياً.
وخلال اجتماع في دار البلدية، سلط آدامز الضوء على أنه "بينما استقبلت المدينة في السابق مهاجرين من فنزويلا، فإنها تشهد الآن تدفقاً من الإكوادور، حيث يدخل المتحدثون الروس أيضاً عبر المكسيك، إلى جانب المهاجرين من غرب أفريقيا".
وقال آدامز: "هذا الأمر سيدمر مدينة نيويورك، نستقبل 10 آلاف مهاجر شهرياً"، وأضاف: "الآن مرة أخرى، اتخذ الناس من جميع أنحاء العالم قرارهم بأنهم سيمرّون عبر الجزء الجنوبي من الحدود ويأتون إلى مدينة نيويورك".
كما سلط عمدة نيويورك الضوء على التأثير واسع النطاق على المدينة، قائلاً: "لدينا عجز بقيمة 12 مليار دولار سيتعين علينا خفضه، وستتأثر كل خدمة في المدينة".
يشار إلى أنه منذ أبريل/نيسان 2022، وصل ما يقدّر بنحو 110.000 طالب لجوء إلى نيويورك.
ومؤخراً، قامت الولايات الجمهورية، مثل تكساس وفلوريدا، بنقل المهاجرين إلى أخرى يحكمها الديمقراطيون، مثل واشنطن ونيويورك وماساتشوستس وكاليفورنيا.
ويقول الحكام الجمهوريون لهذه الولايات إنهم لا يستطيعون تحمل العبء المتمثل في التعامل مع المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون الحدود المكسيكية.
"تعامل وحشي" مع المهاجرين
في سياق متصل، كان تقرير "سري" صدر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، منتصف أغسطس/آب الماضي، كشف أن السلطات المعنية بمتابعة المهاجرين في مراكز الاحتجاز بالبلاد، تعاملهم بشكل "وحشي وغير مسؤول".
جاء ذلك في تقرير سري مكون من 1600 صفحة، أعدته دائرة الحقوق المدنية والحريات التابعة للأمن الداخلي، حول الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون في مراكز الاحتجاز التابعة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية ICE.
حيث قام المفتشون، وهم خبراء في مجالات مختلفة مثل الطب والصحة النفسية، بتفقد أوضاع المهاجرين في 24 مركز احتجاز بـ16 ولاية أمريكية في الفترة بين عامي 2017 و2019.
فيما نشرت الإذاعة الوطنية العامة، في 16 أغسطس/آب، التقرير الذي تمكنت من الوصول إليه بقرار قضائي، وأكدت وجود "إهمال طبي" في تلك المراكز، فضلاً عن وصفها بأنها "غير آمنة وقذرة".
كما لفت إلى وقوع حالات إساءة عنصرية بحق المحتجزين، وتسجيل حالات رش غاز مسيل للدموع على المحتجزين المختلين عقلياً، وانتهاكات أخرى أدت لوفاة معتقلين في بعض الحالات.
يذكر أن إدارتي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن، تهربتا من مشاركة التقرير الذي يكشف عن الممارسات ضد المهاجرين عبر "الإذاعة الوطنية العامة" لأكثر من 3 سنوات.
فيما تمكنت "الإذاعة الوطنية العامة"، التي رفعت دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات، من الوصول إلى التقرير إثر قرار أقره القاضي الفيدرالي.