قال وزير التعليم الفرنسي غابرييل أتال، الأحد 27 أغسطس/آب 2023 قبيل بدء العام الدراسي الجديد إنه سيُحظر على الطالبات المسلمات في المدارس الحكومية ارتداء العباءة، وذلك في الوقت الذي تفرض فيه فرنسا حظراً صارماً على الرموز الدينية في المدارس الحكومية، وذلك بعد أن ألغت قوانين تعود إلى القرن التاسع عشر، أي نفوذ كاثوليكي على التعليم الحكومي، وهي تعمل جاهدة الآن لتحديث الإرشادات للتعامل مع الأقلية المسلمة المتزايدة العدد.
في حين حظرت السلطات الحجاب في المدارس عام 2004، وأقرت حظراً على ارتداء النقاب في الأماكن العامة في 2010، مما أثار غضب بعض أفراد الجالية الإسلامية التي تضم نحو خمسة ملايين نسمة.
وينادي الطيف السياسي الفرنسي بمختلف ألوانه بالدفاع عن العلمانية، من اليساريين الذين يؤيدون القيم الليبرالية لعصر التنوير إلى الناخبين اليمينيين المتطرفين الذين يسعون للحد من الدور المتنامي للإسلام في المجتمع الفرنسي.
وقال الوزير أتال في مقابلة مع قناة تي.إف 1 التلفزيونية: "لقد قررت أنه لم يعد ممكناً ارتداء العباءة في المدارس". وأضاف: "عندما تدخل فصلاً دراسياً، ينبغي ألا يكون بوسعك التعرف على ديانة الطلاب بمجرد النظر إليهم".
حظر الحجاب على لاعبات كرة القدم
في سياق ذي صلة فقد سبق أن أعلن مجلس الدولة الفرنسي الإبقاء على حظر ارتداء لاعبات كرة القدم للحجاب، في قضية أثارت جدلاً سياسياً ورياضياً بالبلاد.
واعتبر مجلس الدولة في قراره أن اللاعبات هن مستخدمات من أجل القيام بخدمة عامة وبالتالي لا يخضعن لواجب "الحياد"، ولكن يمكن للاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن يسن القوانين التي يراها ضرورية لـ"حسن سير" المباريات.
وأوضح مجلس الدولة في بيان صحافي أن "الاتحادات الرياضية، المسؤولة عن ضمان حسن سير الخدمات العامة المنوطة بإدارتها، يمكنها أن تفرض شرط الحياد على اللاعبات من ناحية الملابس أثناء المنافسات والأحداث الرياضية من أجل ضمان حسن سير المباريات ومنع أي صدام أو مواجهة".
وكانت مجموعة النساء المسلمات والتي تعرف بـ"المحجبات" طعنت في المحكمة في شرعية المادة الأولى من لوائح الاتحاد الفرنسي للعبة التي تحظر منذ عام 2016 "ارتداء أي علامة أو ملابس تظهر بوضوح الانتماء السياسي أو الفلسفي أو الديني أو النقابي".
واستندت بشكل خاص إلى قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي سمحت للاعبات منذ 2014 بالمشاركة في المسابقات الدولية بالحجاب.
وحصلت هذه المجموعة على دفعة إيجابية عندما خلص المستشار القانوني للدولة إلى أن القاعدة غير مبررة من خلال اعتبار أنه لا يوجد "تبشير" ولا "استفزاز" بمجرد ارتداء الحجاب أو "ضرورة الحياد"، ما أدى إلى موجة من الإدانات السياسية.
منع الحجاب في الرياضة
قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان المتشدد في تطبيق القوانين والأنظمة: "آمل بشدة في أن يحافظ (القضاة) على الحياد في الملاعب الرياضية".
وتابع أن "المحجبات" يأملن في توجيه "ضربة قاضية" للجمهورية وأنه "لا يجب أن ترتدي ملابس دينية عندما تمارس الرياضة.. عندما تلعب كرة القدم، لا تحتاج إلى معرفة دين الشخص الذي أمامك". كما تعالت أصوات أخرى من الحزب الجمهوري المحافظ والتجمع الوطني اليميني المتطرف.
وكتبت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عبر صفحتها على موقع تويتر: "لا للحجاب في الرياضة. وسنصدر قانوناً لضمان احترامه".
في المقابل، قالت محامية جماعة "المحجبات" ماريون أوجييه إنها استاءت من هذا القرار الذي "يهز العلمانية وحرية التعبير" و"يقوض ثلاثين عاماً من الاجتهاد القضائي" بشأن هذه المسألة.