احتج عدد من الهندوس التابعين للمنظمة القومية الهندوسية المتطرفة "باجرانغ دال" ضد ما سموه "النمو الديمغرافي" للمسلمين في الهند، مطالبين بالحد من تلك "الظاهرة".
وأظهر مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، الاحتجاج الذي نظمته الجماعة الهندوسية، الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023، في مدينة عليكرة بولاية أوتار براديش.
وطالب المتظاهرون بمشروع قانون للسيطرة على التعداد السكاني من أجل "إنقاذ الهندوسية" في البلاد، داعين في الوقت ذاته إلى جعل تعليم الكتب "الهندوسية المقدسة" إلزامياً.
ونقلت تقارير هندية أن جماعة "باجرانغ دال" المتطرفة نظمت، الثلاثاء، مسيرة تورط المشاركون فيها في إثارة الخوف ضد المسلمين، وطالبوا بمشروع قانون للسيطرة على السكان.
مخاوف "زائفة"
وترى جماعات هندوسية متطرفة أن هناك مخاوف من زيادة التعداد السكاني للمسلمين في الهند، بسبب تأثير ذلك على هيمنة الهندوسية واحتمالية القضاء عليها، في حين يصف البعض تلك المخاوف بأنها "زائفة ولا أساس لها من الصحة".
وفي أبريل/نيسان الماضي، قالت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيترامان، في منتدى دولي، إن الهند لديها ثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم، وإن النمو السكاني في البلاد يقتصر على المسلمين وحدهم.
لكن خبراء يشعرون بأن بيان الوزيرة أحيا فقط زيف الأساطير المألوفة حول ما يسمى "الانفجار السكاني المسلم" في الهند، بحسب ما أشار إليه تقرير لموقع "أوت لوك" الإلكتروني الهندي.
وخلص تقرير للموقع إلى أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتجاوز عدد المسلمين عدد الهندوس خلال الألف سنة المقبلة.
قلقون من أن تصبح الهند "دولة مسلمة"
وفي مايو/أيار الماضي، كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن مجموعة من المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي نجحوا في جذب جمهور عريض من الهندوس عبر نشر بيانات ديموغرافية خاطئة، لادعاء أن الهند تخضع لإعادة تشكيل لتصبح دولة مسلمة.
ويبلغ تعداد سكان الهند 1.4 مليار شخص، بينهم 210 ملايين مسلم، لكن معدّل الولادات انخفض لدى الجميع في العقود الأخيرة. ووفقاً لأحدث مسح وطني لصحة الأسرة في البلاد، بلغ معدل الخصوبة الكلي طفلين لكل امرأة، ويرتفع بشكل هامشي لدى المسلمات ليصبح 2.3.
كما قالت توقعات صادرة في العام ذاته عن مركز بيو للأبحاث، إن عدد المسلمين في الهند سيصبح 311 مليوناً بحلول عام 2050.
على الرغم من أعدادهم المتزايدة، سيبقى المسلمون أقلية في البلاد التي سيصبح تعداد سكانها 1.7 مليار نسمة في منتصف القرن، بحسب توقعات المركز الأمريكي.
تشهد الهند، منذ أعوام، حملات اضطهاد واسعة وأعمال عنف ضد المسلمين، تقف وراءها ميليشيات هندوسية متطرفة تتبع عقيدة (هندوتفا) العنصرية.
كما قالت منظمات حقوقية هندية إن هذه العقيدة، التي تعتنقها قيادة البلاد المتمثلة في حزب بهاراتيا جاناتا، تهدف إلى تمييز الهندوس عن بقية الأقليات في الهند.