أكبر محطة في أوروبا، وتنتج 20% من كهرباء أوكرانيا.. محطة زاباروجيا النووية ومدى تأثير انهيار سد “نوفا كاخوفكا” عليها

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/06 الساعة 18:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/06 الساعة 18:50 بتوقيت غرينتش
رويترز/ محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا

مع انهيار سد نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، بدأت التخوفات تتجه صوب محطة زاباروجيا النووية الواقعة على  خط النار بين روسيا وأوكرانيا.

هذه المحطة التي تكتسب  أهمية كبيرة، كونها أكبر محطة نووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 في العالم، إضافة إلى أنها تولد لأوكرانيا نحو 20% من حاجتها من الكهرباء.

أهمية محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا

تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الطاقة النووية – إذ يأتي حوالي نصف الكهرباء في البلاد من نحو 15 مفاعلاً نووياً في أربع محطات في جميع أنحاء البلاد، فيما تمد محطة زاباروجيا النووية وحدها أوكرانيا بـ20% من حاجتها من الكهرباء وفقاً للرابطة النووية العالمية.

تتألف محطة زاباروجيا النووية من 6 مفاعلات، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، تم بناؤها في الغالب في الحقبة السوفييتية وأصبحت ملكية أوكرانية بعد إعلان استقلالها عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991.

حتى وقت قريب، تم توصيل مفاعلين فقط بالشبكة الوطنية الأوكرانية لتوفير الطاقة، على الرغم من أن الوحدات قد توقفت عن العمل في نقاط مختلفة – ولأسباب مختلفة – منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.

تقع محطة زاباروجيا النووية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو في أوكرانيا، على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال سد نوفا كاخوفكا.

تخضع المنطقة والمحطة النووية للسيطرة الروسية منذ بداية الحرب، لكن المحطة لا يزال يديرها في الغالب عمال أوكرانيون، وفقاً لما ذكرته شبكة CNN الأمريكية.

وتعتبر محطة زاباروجيا النووية واحدة من المحطات النووية الحديثة في البلاد، إذ إنه خلال فترة استقلال أوكرانيا تم تحديث المحطة بشكل كبير، وذلك يشمل تقنيات الأمان النووية الغربية الحديثة التي يإمكانها الحفاظ على سلامة المنشأة.

وذلك يعني أنه حتى لو كان هناك إهمال لصيانتها، أو تسبب عمل عسكري كبير في أضرار جسيمة، فإن النتيجة ستكون أقرب إلى الكارثة النووية في فوكوشيما اليابانية التي تم احتواؤها محلياً.

Shutter Stock/ رويترز/ محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا
Shutter Stock/ رويترز/ محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا

ووفقاً لما ذكره مركز Wilson Center الدولي للعلماء ومقره واشنطن، فإنّ محطة زاباروجيا النووية تمثل نحو 44.3% من إجمالي الطاقة المنتجة في أوكرانيا بدءاً من 2022، فيما تمثل 23% من إجمالي الكهرباء بقدرة إنتاج تصل إلى 42000 جيجاوات/ساعة من الكهرباء سنوياً، وقد ساعدت الناس في عامي 2020 و2021 في التغلب على نقص الفحم الشتوي.

المحطة النووية التي كانت تستخدم وقوداً نووياً روسياً، غيرت ذلك خلال السنوات الماضية،  وباتت تستخدم الوقود المصمم الأمريكي الذي تنتجه شركة "ويستنج هاوس" الأمريكية.

في حين تسعى روسيا لربط محطة زاباروجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

ووفقاً لما ذكره موقع NS Energy فقد تم تشغيل وحدات الطاقة الست بين عامي 1984 و1995، في حين يُعتقد أنّ جميع المفاعلات الستة قد أغلقت منذ أن وجد المصنع نفسه على خط المواجهة بعد بدء الحرب الروسية-الأوكرانية.

خمسة من المفاعلات في حالة "إيقاف بارد"، متوقفة تماماً ويتم تبريدها، وواحد في "إيقاف ساخن"، يتم الاحتفاظ به في درجة حرارة 200-250 درجة مئوية، من أجل سهولة إعادة التشغيل إذا سمحت الظروف بذلك.

Shutter Stock/ خزان التبريد في محطة زاباروجيا النووية
Shutter Stock/ خزان التبريد في محطة زاباروجيا النووية

ما مدى تأثير انهيار سد نوفا كاخوفكا على محطة زاباروجيا النووية؟

وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، فإنّ انهيار سد نوفا كاخوفكا واستنزاف الخزان خلفه، لا يشكلان تهديداً فورياً على سلامة محطة الطاقة النووية في زاباروجيا، ولكن هذا الحادث سيكون له تداعيات طويلة المدى على مستقبل المحطة وفقاً لخبراء أوكرانيين وخبراء من الأمم المتحدة.

شركة الطاقة النووية الأوكرانية Energoatom قالت في بيان لها على Telegram، إنّ الوضع في المحطة التي تعتبر أكبر محطة في أوروبا "تحت السيطرة".

في حين قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في بيان له: "تقييمنا الحالي هو أنه لا يوجد خطر مباشر على سلامة المحطة، ولكن هناك مخاوف طويلة الأجل، سواء بشأن السلامة أو حول إمكانية تشغيل المصنع مرة أخرى في السنوات القادمة".

وأضاف أنه عند الثامنة من صباح الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023، أي ذات اليوم الذي حدث فيه تفجير سد نوفا كاخوفكا، كان مستوى المياه في خزان المياه المستخدم لتبريد المحطة نحو 16.4 متر، وأنه في حال انخفاضه إلى أقل من 12.7، فلا يمكن ضخ المياه منه.

وتابع: "مياه البركة ستوفر مياه تبريد كافية "لبضعة أشهر"، ووكالتنا ستؤكد ذلك قريباً".

في حين قال ممثل عن محطة الطاقة النووية إن مستوى الماء في خزان تبريد محطة زاباروجيا، لم يتغير وهو 16.67 متر، وفقاً لما أكده الموقع الرسمي لقناة RBK TV الروسية.

ويوفر سد نوفا كاخوفكا المياه المستخدمة للتبريد الأساسي للمفاعلات الستة في محطة زاباروجيا النووية، بالإضافة إلى الوقود المستهلك ومولدات الديزل في حالات الطوارئ التي كان لا بد من استخدامها مراراً وتكراراً عند انقطاع التيار الكهربائي الخارجي.

من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة دميتري بيسكوف إن الكرملين يعتقد أيضاً أنه لا يوجد تهديد مباشر على محطة الطاقة النووية بسبب تفجير سد نوفا كاخوفكا.

فيما قال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، أوليكسي دانيلوف، إن الوضع في محطة زاباروجيا النووية صعب.

وأضاف، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية Ukrinform: "الوضع صعب اليوم، لكنه تحت السيطرة، صندوق الإشعاع ضمن القاعدة، نحن نفهم ما يحدث هناك، لذلك يجب أن تخضع المحطة النووية لسيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وتابع: "من الضروري إجبار الروس على مغادرة منشأة الطاقة التي هي ملك لبلدنا، ليس لديهم ما يفعلونه هناك، ويجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن، حتى لا يحدث، لا سمح الله، ما حدث محطة في كاخوفكا للطاقة الكهرومائية".

وانهار سد نوفا كاخوفكا الضخم، الواقع في المنطقة التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023، ما تسبب في غمر المنطقة بالمياه، وقالت روسيا إنه تعرض لقصف، بينما اتهمت كييف موسكو بتدميره.

وكالة "تاس" الروسية للأنباء، نقلت عن مصدر مطلع- لم تذكر هويته- قوله إن سد نوفا كاخوفا دُمر، مضيفاً أن "الليلة كانت هادئة ولم تكن هناك ضربات جوية على السد خلال الليل".

وأعلن حاكم منطقة خيرسون في أوكرانيا، أولكسندر بروكودين، بدء عمليات إخلاء المناطق القريبة من منطقة كاخوفكا، وقال إنه "خلال خمس ساعات سيصل منسوب المياه إلى مستوى حرج".

ويشطر نهر دنيبرو الشاسع الاتساع أوكرانيا، ويبلغ عرضه عدة كيلومترات في بعض الأماكن، وتفجير السد الواقع على النهر قد يطلق فيضاناً هائلاً يُغرق التجمعات السكنية في طريقه نحو مدينة خيرسون، التي تأمل القوات الأوكرانية في استعادتها.

كما أن نسف السد من شأنه أن يدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو عام 2014.

تحميل المزيد