قالت أوكرانيا، الأحد 21 مايو/أيار 2023، إن قواتها ما زالت تتقدم حول ضواحي مدينة باخموت بهدف تطويقها، بعد أن هنأت موسكو قواتها ومجموعة فاغنر العسكرية الخاصة على الاستيلاء على المدينة.
حيث أعلنت روسيا السبت، سيطرتها على المدينة بالكامل، وإذا ما تأكدت هذه الأنباء فستمثل نهاية لأطول وأكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً. وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته ومجموعة فاغنر على هذه الخطوة.
أوكرانيا تسيطر على جزء بسيط من باخموت
قال قائد عسكري أوكراني كبير إن قوات بلاده تسيطر على جزء "ضئيل" من مدينة باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافياً لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع.
في منشور على تليغرام، قال الجنرال أولكسندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على "تطويق تكتيكي" للمدينة، التي كانت في السابق موطناً لنحو 70 ألفاً.
أضاف سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، الأحد أنه زار بعض المواقع على الخطوط الأمامية بالقرب من باخموت وتوجه بالشكر للقوات التي تدافع عن المنطقة.
في حين أكدت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني تصريحات سيرسكي التي أشار فيها إلى مواصلة القوات الأوكرانية تقدمها حول ضواحي المدينة.
كما كتبت ماليار على تليغرام تقول: "تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، ما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو. لذلك، يجب أن يدافع العدو عن نفسه في الجزء الذي يسيطر عليه من المدينة".
أضافت ماليار أن القوات الأوكرانية لا تزال تدافع عن المنشآت الصناعية ومرافق البنية التحتية في باخموت، بالإضافة إلى قطاع بالمدينة، وزعمت سيطرة قوات بلادها على جزء من المناطق المرتفعة المطلة على المدينة.
هجوم روسي على باخموت
في المقابل، ذكر بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن الهجوم الروسي حول باخموت لم يهدأ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك الضربات الجوية على المدينة وقرية إيفانيفسكي على الجانب الغربي منها.
كذلك وفي وقت لاحق الأحد، قال رئيس مجموعة فاغنر يفجيني بريغوجين في رسالة صوتية على تليغرام إن رجاله أنجزوا مهمتهم وإنهم سيغادرون منطقة الصراع في غضون أيام.
أضاف: "لم تستولِ فاغنر اليوم على أي أراضٍ. لقد استولينا على كل الأراضي التي وعدنا بالاستيلاء عليها حتى آخر شبر.. نعكف حالياً على تسليم مواقعنا إلى وزارة الدفاع (الروسية) وفي 25 (مايو/أيار) سنغادر منطقة الصراع".
في حين قال محللون عسكريون إن باخموت ليس لها أي قيمة استراتيجية تُذكر، لكن موسكو قالت إن الاستيلاء عليها سيكون نقطة انطلاق نحو التوغل في منطقة دونباس التي تقول إنها ضمتها من أوكرانيا. ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ميدان المعركة الواردة من الجانبين.
تعرض روسيا لهزائم وقتية في باخموت
جدير بالذكر أن القوات الأوكرانية قد حققت في الأيام القليلة الماضية أسرع مكاسبها منذ ستة أشهر في ضواحي باخموت الشمالية والجنوبية، وأقرت روسيا بتعرض قواتها لبعض الهزائم.
في حين تقول كييف إن هدفها في باخموت يتمثل في جذب القوات الروسية من أماكن أخرى على الجبهة إلى المدينة لإلحاق خسائر كبيرة بها هناك وإضعاف خط دفاع موسكو في المناطق الأخرى قبل شن هجوم مضاد كبير مخطط له.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن روسيا تكبدت أكثر من 100 ألف ضحية في باخموت، فيما شبّه زيلينسكي الدمار في باخموت بالهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
كما قال للصحفيين في أثناء حضوره قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليوم الأحد: "سأقولها بصراحة: صور الدمار في هيروشيما تذكرني بباخموت والتجمعات السكنية الأخرى المماثلة. لم يبق شيء على قيد الحياة، انهارت كل المباني". وأضاف: "روسيا الاتحادية لم تسيطر على باخموت حتى اليوم".
أول انتصار لروسيا
في حين قال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور الأحد على متن طائرة: "العالم على معرفة بموقفنا. الضمانات الأمنية والدفاعية واستعادة كل أراضينا وكل شعبنا والعدالة وتنفيذ خطتنا للسلام".
من شأن السيطرة على باخموت أن تمثل أول انتصار كبير لموسكو في الصراع الممتد منذ أكثر من عشرة أشهر للاستيلاء على المدينة.
فيما أظهرت معركة باخموت الشقاق العميق بين مجموعة فاغنر التي تجند الآلاف من المدانين في السجون الروسية وبين الجيش النظامي الروسي. ودأب بريغوجين على مدى أسبوعين على نشر رسائل يومية مصورة وصوتية للتنديد بقيادة الجيش الروسي، وغالباً ما كانت مليئة بالسباب.
في المقابل، قال زعماء أغنى ديمقراطيات العالم في قمة مجموعة السبع إنهم لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا.
كما قال زيلينسكي، الذي عقد اجتماعاً خاصاً مع بايدن في القمة، إنه على يقين من حصول كييف على طائرات مقاتلة إف-16 من الغرب بعد ضغط على مدى شهور من أجل الحصول عليها.
في السياق ذاته، قال بايدن إن طائرات إف-16 لم تكن لتساعد القوات الأوكرانية فيما يتعلق بباخموت لكنها "يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً من حيث القدرة على التعامل مع ما هو آتٍ".