قالت الشرطة السويدية، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، إنها لم تمنح الإذن لشخص تقدم بطلب لحرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في العاصمة ستوكهولم، وذلك للمرة الثانية من نوعها خلال أسبوع، حيث منعت السلطات في السويد إذناً مشابهاً أمام السفارة التركية.
وأوضحت شرطة ستوكهولم في بيان، أن حوادث حرق المصحف تزايدت، ومن المحتمل زيادتها أكثر في المستقبل، ونتيجة تقييم التطورات المتعلقة بالمصالح السويدية تم اتخاذ قرار عدم منح الإذن، ولم تقدم الشرطة السويدية أي معلومات عن هوية الشخص الذي تقدم بالطلب.
يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من قرار مشابه أصدرته الشرطة السويدية، حينما رفضت السماح بحرق نسخة من المصحف خارج السفارة التركية في العاصمة السويدية، الخميس 9 فبراير/شباط، بعد أن رأت الشرطة أنه يمكن أن يُلحق "أضراراً جسيمة بالأمن القومي"، بحسب بيان آنذاك.
وقالت الشرطة: "في الآونة الأخيرة، أثارت التجمعات العامة لحرق المصحف ردود فعل قوية للغاية، مما أدى إلى تغيير صورة التهديد ضد السويد".
أزمة حرق المصحف
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
وأضرت الحادثة بطلب السويد الانضمام إلى الناتو وأثارت احتجاجاً على الدولة الإسكندنافية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، لا سيما تركيا التي علقت محادثاتها مع البلد الأوروبي الذي يفاوض أنقرة من أجل نيل موافقتها على الانضمام لحلف الناتو.
وعقب ذلك بأيام (في 27 يناير/كانون الثاني)، أحرق بالودان نسخة من المصحف الكريم أمام السفارة التركية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وأمام أحد المساجد.
كما قام زعيم جماعة "بيغيدا" المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واغنسفيلد، بتمزيق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى البرلمان الهولندي.
وعلى نطاق واسع، أثارت هذه الإساءات ضجة في العالم الإسلامي، واعتبرتها تركيا "عملاً استفزازياً" يعدّ من "جرائم الكراهية"، إذ عُرقِلَت جهود السويد وفنلندا للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، بسبب رفض تركيا التصديق على عطاءات العضوية، مع تعليق تصديق المجر عليهما أيضاً.
وركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقاداته في البداية على ما قال إنه عدم بذل جهد لقمع الجماعات الإرهابية، لكنه استبعد في يناير/كانون الثاني الماضي، دعم طلب السويد الانضمام إلى الناتو؛ بعد أن أحرق السياسي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف في ستوكهولم، واصفاً الخطوة بأنها "جريمة كراهية".
السويد على غرار النرويج
وكانت النرويج كذلك ألغت إذناً بحرق نسخة من المصحف، وذلك نتيجة للتحذير الذي وجَّهته تركيا لها، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس 2 فبراير/شباط.
وكانت الخارجية التركية قد استدعت سفير أوسلو في أنقرة، أيرلينغ سكونسبيرغ؛ إثر تلقيها معلومات حول استعدادات لتنفيذ اعتداء على المصحف، الجمعة 3 فبراير/شباط، في النرويج.
حيث أبلغت الوزارة سكونسبيرغ إدانتها الشديدة لنهج النرويج حيال عدم منع هذا العمل الاستفزازي الذي يعتبر جريمة كراهية بشكل واضح، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية لـ"الأناضول". كما أكدت الخارجية التركية للسفير أن هذا الموقف "غير مقبول"، وأنها تنتظر من النرويج عدم السماح بتنفيذه.