“هل كان سيهبط بفناء منزلنا؟”.. كواليس إسقاط رابع جسم “مجهول” بين كندا وأمريكا خلال أسبوع

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/14 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/14 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
طائرة مقاتلة أسقطت بالون جاسوس صيني مشتبه به فوق ساحل كارولينا - تعبيرية

لا يزال موضوع إسقاط الأجسام المجهولة يشغل كندا والولايات المتحدة، حيث أسقط الجيش الأمريكي ظهر الأحد 12 فبراير/شباط 2023، جسماً مجهولاً وصف بأنه "هيكل ثماني الأضلاع" تتصل به خيوط، بالقرب من جزيرة مانيتولين الكندية على بحيرة هورون، في رابع عملية من نوعها خلال أسبوع، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن تارا شانون التي تقطن هناك، إن المجال الجوي فوق المنطقة قد أغُلق بالكامل، وبعدها بقليل بدأت الأقاويل تنتشر عن وجود جسم غامض يحلق فوق المنطقة على ارتفاع كبير.

المقاتلات انتشرت في السماء

أضافت شانون، مؤلفة قصص الأطفال التي تعيش بالقرب من مقاطعة توبرموري: "خرجت من منزلي وكان الصمت سائداً.. كان الوضع غريباً، فعادة ما نسمع أصوات الطائرات المدنية؛ لكننا لم نشاهد شيئاً.. كانت السماء صافية وكل شيء كان ساكناً".

ولكن سرعان ما خرقت محركات شاحنة وقود حاجز هذا الصمت، وبعد لحظات، انتشرت الطائرات المقاتلة في سماء المنطقة.

من عملية إسقاط منطاد صيني رصدته أمريكا فوق أراضيها – رويترز
من عملية إسقاط منطاد صيني رصدته أمريكا فوق أراضيها – رويترز

ووجدت شانون ورفاقها ممن يعيشون على طول ساحل بحيرة هورون أنفسهم في مركز عملية البحث عن أجسام طائرة مجهولة الهوية، وسط سلسلة من الحوادث والخلافات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين.

يقول مسؤولون إن الجسم يشبه الجسم نفسه الذي رصده الرادار فوق ولاية مونتانا الأمريكية السبت 11 فبراير/شباط، وتم إسقاطه بصاروخ جو-جو أطلق من طائرة إف-16 وسط مخاوف من أن يهدد ارتفاعه البالغ 20 ألف قدم (6096 متراً) الطائرات المدنية.

وانطلقت مهمة إسقاط هذا الجسم بعد يوم واحد فقط من إسقاط جسم بحجم سيارة صغيرة تقريباً فوق منطقة وعرة من إقليم يوكون الكندي. وأطلقت كندا عمليات بحث في التضاريس الطبيعية الشاسعة والباردة للعثور على أي حطام.

"هل كان سيهبط بفناء منزلنا؟"

يقول السكان على طول شواطئ بحيرة هورون إنهم لا يعلمون الكثير عن مهمة إسقاط الجسم التي تمت، الأحد، إذ قالت شانون: "لم نعلم بما يحدث. هل كان سيهبط في فناء منزلنا؟ مم صُنع؟ والآن نحن لا نعرف إن كانوا قد عثروا على أي شيء أو أين استقر به المقام. كثير من الأسئلة لا نجد لها جواباً".

ويحجم مسؤولو الجيش في كندا والولايات المتحدة على السواء عن الكشف عن تفاصيل الأجسام التي أُسقطت مؤخراً. ويقال إن الجسم الأول، وهو منطاد مراقبة صيني أُسقط قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، كان يحوي تكنولوجيا لرصد واعتراض الاتصالات.

وفي مجموعة على فيسبوك تجمع سكان حي بريسك أيل Presque Isle الذي يقطنه أمريكيون على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة هورون، قال السكان أيضاً إنهم سمعوا أصوات طائرات في المنطقة يوم الأحد.

بينما فسر البعض هذه المناطيد التي ظهرت في الأيام الأخيرة بنظريات المؤامرة فيما سخر آخرون منها بالقول إنها تخص مخلوقات فضائية

في حين نشر أحد المقيمين في الحي صورتين لراكون "يُدعى روكي بالطبع" تم تعيينه "حارساً لبوابة" الحي. وكتب: "بما أن لدينا الآن مناطيد مجهولة الهوية تحلق فوق منطقتنا… فأي حارس جديد مرحب به".

عمليات بحث نشطة

وأظهرت مواقع تتبع الرحلات، الإثنين 13 فبراير/شباط، طائرات تتحرك في حلقات حول بحيرة على بعد حوالي 20 كيلومتراً جنوب جزيرة مانيتولين، إحداها طائرة تابعة لخفر السواحل الأمريكية تحلق على ارتفاع منخفض، فيما بدا أنها عملية بحث. 

وقالت وزيرة الثروة السمكية والمحيطات الكندية، جويس موراي، في تغريدة إن كاسحة جليد تابعة لخفر السواحل الكندية ستساعد في تحديد موقع واستخراج أي حطام من مياه بحيرة هورون.

ويتوقع نشر أفراد عسكريين مجهزين بمعدات غوص في الطقس البارد لتفتيش المنطقة بحثاً عن أي حطام.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية، قالت في 2 فبراير/شباط 2023، إن منطاداً صينياً للمراقبة تم رصده وفحصه من الجيش الأمريكي بعد دخوله الأراضي الأمريكية لأيام عدة، فيما وصفت صحيفة Washington post الأمريكية الحدث بـ"التطور الجديد، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين البلدين".

والجدل حول التجسس الصيني على الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية يعد محوراً أساسياً في الصراع بين بكين وواشنطن.

تحميل المزيد