أفاد تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، بأن العديد من الأشخاص الذين فروا من منازلهم في مناطق مختلفة من تركيا عقب الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة كهرمان مرعش بقوة 7.8 درجة فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، علموا من هواتفهم حجم الدمار الذي خلَّفه الزلزال قبل أن يدركوا حجم الكارثة التي وقعت.
وسط البرد وسقوط الأمطار احتمى أفراد بسياراتهم في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، حينما بدأت الأرض في الاهتزاز قبيل الفجر، كما يذكر التقرير، مشيراً إلى أن الأنباء أمطرت هواتفهم الجوالة قبل أن يروا حجم الدمار الذي خلفه الزلزال، بينما كانوا بانتظار نهايته وطلوع الضوء مع شروق الشمس.
وأسفر الزلزال عن مقتل 1541 شخصاً وأكثر من 8 آلاف مصاب، بحسب ما أعلنه نائب الرئيس التركي عند الساعة السابعة مساء بتوقيت إسطنبول، مشيراً إلى أن الزلزال أعقبته 145 هزة ارتدادية، تسببت بانهيار 3471 مبنى.
وأشار أوقطاي إلى أنه سيتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المنكوبة، مع تأمين مقار إقامة لمتضرري الزلزال في المناطق المنكوبة كافة.
في سياق متصل، يقول تقرير لـ"نيويورك تايمز" إن أحد الرجال انفجر في البكاء عندما علم أن أمه عالقة تحت أنقاض بناية منهارة. فيما استقبل آخرون أنباء تفيد بأن منازلهم أو منازل ذويهم تضررت بشدة. ونُقل كثيرون إلى المستشفيات المحلية. وتضررت كذلك القلعة القديمة في المدينة.
والتقطت كاميرا مراقبة في أحد متاجر المدينة لحظة وقوع الزلزال. وأظهرت اللقطات أرففاً تهتز بشدة لدقيقة ونصف الدقيقة على أقل تقدير، بينما كان الأثاث والأجهزة تسقط وتتحطم على الأرضية.
فيما غرد محافظ غازي عنتاب، داود غول، قائلاً إن الزلزال "استُشعر بشدة" في غازي عنتاب، التي تضم أكثر من مليوني نسمة. ونصح السكان بالبقاء خارج المنازل حتى نهاية الزلزال، ونصحهم كذلك بإخلاء الطرق الرئيسية.
من جانب آخر، ارتفع عدد ضحايا الزلزال في عموم سوريا إلى 911 قتيلاً و2426 جريحاً، وسط صعوبات في عمليات الإنقاذ واستخراج الضحايا والعالقين تحت الأنقاض بسبب الإمكانيات القليلة اللازمة لذلك.
كما أن ملايين اللاجئين السوريين يعيشون في تركيا خارج مدينة غازي عنتاب. وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم (3.6 ملايين لاجئ)، وذلك وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تدير إحدى كبرى عملياتها من غازي عنتاب.
تكشَّفت مشاهد مماثلة بمدن أخرى حول تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال، الذي يعد واحداً من أقوى الزلازل المرصودة في تركيا. حيث أظهرت الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي المباني المنهارة، والسيارات المحطمة وزيادة عمليات الإنقاذ والإنعاش التي تنفذها خدمات الطوارئ.