يُتهم الصحفي السويدي المسؤول عن تنظيم المظاهرة التي حُرقت فيها نسخة من المصحف الشريف قرب السفارة التركية بالعاصمة السويدية بستوكهولم مؤخراً، بأنه "على صلة بروسيا" وعلى علاقة بالكرملين، بحسب ما أفادت صحيفة Telegraph البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أن الصحفي تشانغ فريك، الذي عمل سابقاً في وكالة RT الروسية، والوكالة الشقيقة لها Ruptly، وكلتاهما روسيتان، دفعَ الرسوم الإدارية للمظاهرة أمام السفارة التركية في ستوكهولم، حيث أشعل السياسي الدنماركي المتطرف راسموس بالودان النار في المصحف الشريف.
من جانب آخر، تتضمن تغريدات تويتر الخاصة بفريك صوراً له وهو يرتدي قميصاً عليه صورة بوتين، فيما أثار تورط الصحفي البالغ من العمر 39 عاماً في الحادث "مخاوف" من أن روسيا ربما تكون قد خططت للحادث في محاولة لتعطيل توسع الناتو.
تأجيل محادثات "الناتو"
وأثارت حادثة إحراق نسخة من المصحف تنديداً واسعاً في العالمين العربي والإسلامي، كما أثارت غضب أنقرة، وأثّرت على المفاوضات الجارية مع السويد وفنلندا من أجل انضمامهما لحلف الناتو، حيث تطالب تركيا هاتين الدولتين الأوروبيتين بوقف دعم "التنظيمات الإرهابية".
وألغت تركيا على الفور زيارة وزير الدفاع السويدي بال يانسون إلى أنقرة، وهددت بمنع انضمام البلاد إلى الناتو تماماً، كما أرجأت اجتماعاً ثلاثياً مع السويد وفنلندا إلى "موعد لاحق"، مشيرة إلى أن اللقاء لن يكون له معنى.
وكان بالودان، وهو سياسي دنماركي من اليمين المتطرف ويحمل أيضاً الجنسية السويدية، قد أثار في السابق أعمال شغب في السويد بإعلانه عن "جولة حرق المصحف" خلال شهر رمضان المبارك.
لكنه قال لوسائل إعلام سويدية إن فريك، الذي يدير الموقع الشعبوي اليميني Nyheter Idag ويستضيف برنامجاً في محطة تلفزيونية ممولة من حزب الديمقراطيين السويديين القومي، دفع رسوم تنظيم المظاهرة. مضيفاً أن فريك وعد حتى بتغطية أي أضرار يتكبدها بالودان نتيجة ذلك.
"صديق" للكرملين
في عام 2019، قدمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لمحةً عن فريك في تقرير حول صداقته للكرملين وتضخيم الأصوات الانقسامية في السويد. لكن فريك اتهم الصحيفة الأمريكية بالتحريف على تويتر بعد نشر المقال، قائلاً إن وكالة RT الروسية هي موكلته وليست صاحبة العمل.
وقال فريك، الذي كان على علاقة مع امرأة روسية في ذلك الوقت، للصحيفة إنه تلقى دعوة لمراقبة الانتخابات الروسية ومقابلة فلاديمير بوتين.
وبينما أنكر أنه عمل لصالح روسيا، أخرج مازحاً رزمة من الروبلات من رحلة إلى البلاد وقال: "ها هو رئيسي الحقيقي! هذا هو بوتين".
من المستفيد؟
في السياق ذاته، قال محللون إن تورط فريك في حرق القرآن يشير إلى اتجاه محتمل من موسكو، حيث قال بول ليفين من معهد الدراسات التركية بجامعة ستوكهولم: "الشخص الأكثر استعداداً للاستفادة من عدم توسع الناتو شرقاً باتجاه الحدود الروسية هو بوتين".
في حين لم يكن هناك دليل كافٍ حتى الآن لإثبات العلاقة، قال ليفين إن الأمر مع ذلك "مريب". وكانت صحيفة Syre السويدية أول من أبلغ عن ارتباط فريك باحتجاج حرق القرآن.
وقال فريك، الذي نفى العمل لدى RT بعد 2014، للصحيفة إنه دفع فقط مقابل الحصول على تصريح لدعم حرية التعبير، مدعياً أن الاحتجاج نظمه مراسل من Exakt 24، وهو إصدارٌ يميني آخر. لكن مراسل Exakt 24 أصر على أن فريك هو المنظم الرئيسي للاحتجاج.
وكانت السويد وفنلندا قد قدمتا طلبات لعضوية الناتو في مايو/أيار الماضي، في إنهاءٍ لعقودٍ من عدم الانحياز؛ رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.