مسلمو ألمانيا يشكون من تفاقم “التعصب” ضدهم.. اتهموا الحركات اليمينية المتطرفة بالمسؤولية عن الانتهاكات

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/12 الساعة 19:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/12 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
المستشار الألماني أولاف شولتس / Getty Iamges

قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه حين عمد معتدون مجهولون إلى تخريب 25 قبراً من قبور أطفال مسلمين في هانوفر يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، شعر الألمان المسلمون بالفزع، لأن هذا الهجوم لم يحظَ باهتمام كبير في ألمانيا.

حيث أدان رئيس المنظمة الإسلامية Lower Saxony Schura، رجب بيلجن، الاعتداء على مقبرة مدينة ستوكين، وطالب الشرطة بفتح تحقيق. 

لكن في وقت لاحقٍ ظهيرة ذلك اليوم، قالت شرطة هانوفر إنها ستفتح تحقيقاً، وأشارت إلى احتمال وجود "أسباب حيوانية أو طبيعية" أو "خطأ شخصي". وقالوا: "لا وجود لمشتبه بهم، ولا دليل ملموساً على ارتباط الحادث بمعاداة الإسلام". 

التعصب يلاحق مسلمي ألمانيا

لكن خالد سويد، رئيس منظمة التجمع الإسلامي بألمانيا، قال إن الهجوم شكل آخر من أشكال التعصب ضد المسلمين. وقال سويد لموقع Middle East Eye: "نشعر بالأسف الشديد على أسر الضحايا… انتهاك القبور، سواء كانت تخص أطفالاً أو بالغين، أحد أشكال الكراهية العديدة المقيتة ضد الإسلام والمسلمين في بلادنا".

لكن سويد يرى أن التعصب الأعمى ضد المسلمين الذي يتسبب في تخريب قبور أطفال، جاء نتيجة الخطاب العدائي في ألمانيا. وقال: "هذا الحادث نتيجة للغة معادية، وتحديداً لغة الحركات اليمينية المتطرفة التي أصبحت منتشرة في مجتمعنا ومُنحت منبراً في وسائل إعلامنا لنشر كراهيتها للإسلام والمسلمين".

ألمانيا الصين
المستشار الألماني أولاف شولتز – رويترز

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها قبور المسلمين لأعمال تخريب بألمانيا، فمطلع هذا العام، في مدينة إيزرلون، عمد مجهولون إلى تخريب أكثر من 30 شاهد قبر لمسلمين.

جذور تاريخية لظاهرة التخريب

أما ظاهرة التخريب التي تستهدف المسلمين في ألمانيا فلها جذور تاريخية، بحسب آنا إستر يونس، الباحثة في العنصرية ضد المسلمين بأوروبا.

من جانبها قالت آنا لموقع Middle East Eye: "لا أعلم عقداً في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية مر دون تخريب مقابر المسلمين واليهود والغجر في ألمانيا".

أضافت: "ومن منظور المناخ السياسي، من المهم أن نفهم أن تخريب مقابر الأقليات والمواقع التذكارية يُظهر شيئين: الأول أن المجتمع أصبح أكثر وعياً بخطر المنادين بتفوق العرق الأبيض، والثاني مدى انتشار التطرف اليميني بيننا".

ألمانيا أزمة الطاقة
المستشار الألماني أولاف شولتس / رويترز

في سياق متصل تصاعدت الكراهية ضد المسلمين في ألمانيا بالسنوات الأخيرة. ففي عام 2021 وحده، سجلت البلاد 662 هجوماً على المسلمين، معظمها نفذه متطرفون يمينيون. وعدد من هذه الهجمات كان تخريباً لمؤسسات ومساجد إسلامية، لكنها لم تحظَ باهتمام كبير في وسائل الإعلام الألمانية.

في حين قال سويد إن حادثة هانوفر "للأسف لم يعترف أحد بها، باستثناء عدد قليل من وسائل الإعلام المحلية، وليس الساسة أو المجتمع المدني ككل. وهذا مستوى آخر من المشكلة". وأضاف: "طالما لم نعترف بالعنصرية ولم يُدن مرتكبوها أو يخضعوا لحكم القانون، فلن نتمكن من حل مشكلة كراهية الإسلام والمسلمين".

تحميل المزيد