قالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الرئيس فلاديمير بوتين "منفتح" على المفاوضات بشأن تسوية محتملة في أوكرانيا، وذلك بعد يوم فقط من تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيها إنه مستعد للتحدث مع بوتين لإنهاء الحرب بأوكرانيا، لكنه ربط ذلك برغبة روسية لإنهاء هجومها هناك.
في الوقت ذاته، نفى بايدن وجود خطط للاتصال ببوتين، لافتاً إلى أن الأخير بالمقابل يربط عقد المفاوضات باعتراف أمريكي بالأراضي التي ضمتها روسيا من أوكرانيا، مشيراً إلى أن رفض واشنطن لذلك "يعيق التوصل لتسوية محتملة".
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين عند سؤاله عن تصريحات بايدن: "رئيس روسيا الاتحادية كان دائماً ولا يزال منفتحاً على إجراء مفاوضات من أجل ضمان مصالحنا".
أضاف بيسكوف: "إن الوسائل الدبلوماسية السلمية هي أفضل طريقة لتحقيق مصالحنا.. بوتين كان ولا يزال منفتحاً على إجراء اتصالات والدخول في مفاوضات".
وينفي بوتين شعوره بأي ندم على شن ما يقول إنه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، واصفاً الحرب بأنها لحظة فاصلة عندما هبت روسيا أخيراً في وجه "الهيمنة الغربية المتعجرفة" بعد عقود من "الإذلال" في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، على حد تعبيره.
بايدن وماكرون يتعهدان بمحاسبة بوتين
من جانب آخر، تعهد بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمحاسبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، وقالا في بيان، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول، إنهما ملتزمان بمحاسبة روسيا على "الفظائع وجرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع، التي ارتكبتها القوات المسلحة النظامية ووكلاؤها" في أوكرانيا.
يأتي ذلك بينما توصل الاتحاد الأوروبي مبدئياً لاتفاق لفرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي لتقليل إيرادات موسكو من الصادرات.
ووفقاً لما صرح به دبلوماسيون، وافق الاتحاد الأوروبي مبدئياً، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول، على حد أقصى لأسعار النفط الروسي المنقول بحراً قدره 60 دولاراً للبرميل في محاولة لتقليل الأموال التي تستخدمها موسكو في الحرب.
لكن يحتاج الإجراء إلى موافقة مكتوبة من جميع حكومات الاتحاد الأوروبي في موعد أقصاه اليوم الجمعة.
اتهامات متبادلة
وفي مارس/آذار الماضي بعد شهر من الهجوم الروسي على أوكرانيا، وصف بايدن نظيره الروسي بأنه "جزار" جراء أفعاله في أوكرانيا، قائلاً إن بوتين "لا يمكنه البقاء في السلطة".
وتحاول الدول الغربية الآن، بعد القتال المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر ومع زيادة برودة الشتاء، تعزيز مساعداتها لأوكرانيا التي تواجه هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تركت الملايين بدون تدفئة أو كهرباء أو مياه.
بينما تتهم روسيا كلاً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بلعب دور مباشر وخطير في الحرب، قائلة إن واشنطن حولت كييف إلى تهديد وجودي لموسكو لا يمكنها تجاهله.
في سياق متصل، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القتال لا يزال محتدماً في شرق أوكرانيا؛ حيث تستهدف المدفعية الروسية بلدة باخموت بصورة رئيسية، بينما تظل القوات الروسية في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في موقف دفاعي.
وكثفت روسيا في الآونة الأخيرة حملتها لقطع إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة في المدن الأوكرانية. وتقول أوكرانيا والغرب إن هذه الاستراتيجية تهدف عمداً إلى إيذاء المدنيين، وهي جريمة حرب، فيما تنفي موسكو ذلك.