زيلينسكي يحذّر من “كارثة” إن فجّرت روسيا سداً مائياً كبيراً.. سيسبب فيضاناً يدمر تجمعات سكنية بالكامل

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/21 الساعة 17:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/21 الساعة 17:45 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - رويترز

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، الغرب إلى تحذير روسيا من مغبة تفجير سد ضخم قد يتسبب في إغراق منطقة واسعة من جنوب أوكرانيا، في وقت تستعد فيه القوات الأوكرانية لطرد القوات الروسية من خيرسون، في واحدة من أهم معارك الحرب.

حيث قال زيلينسكي في كلمة بثها التلفزيون، إن القوات الروسية لغمت سد نوفا كوخوفكا الضخم الذي يحتجز مخزوناً هائلاً من المياه وتخطط لتفجيره، وتابع قائلاً: "الآن يتعين على الجميع في العالم التصرف بقوة وبسرعة لمنع هجوم إرهابي روسي جديد. تدمير السد يعني كارثة واسعة النطاق".

اتهامات روسية لأوكرانيا

في حين اتهمت روسيا، في وقت سابق، كييف بقصف السد بالصواريخ والتخطيط لتدميره. ورأى مسؤولون أوكرانيون في هذا الاتهام دلالة على أن موسكو قد تفجره وتلقي باللوم على كييف. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة تدعم مزاعمه.

يشطر نهر دنيبرو الشاسع الاتساع أوكرانيا ويبلغ عرضه عدة كيلومترات في بعض الأماكن. وتفجير السد الواقع على النهر قد يطلق فيضاناً هائلاً يغرق التجمعات السكنية في طريقه نحو مدينة خيرسون التي تأمل القوات الأوكرانية استعادتها ضمن تقدم كبير.

كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو عام 2014.

في حين أن التحذير يردد أصداء الإنذار بكارثة تعود إلى الحرب العالمية الثانية طالت سداً ضخماً آخر على مجرى النهر. ويقول مؤرخون أوكرانيون إن خبراء المتفجرات السوفييت قاموا بتفجيره بالديناميت مع انسحاب قواتهم، مما تسبب في فيضانات أغرقت قرى وقتلت الآلاف.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/رويترز

استخدام أسلحة دمار شامل

كذلك فقد دعا زيلينسكي زعماء العالم إلى توضيح أن تفجير السد سيعامَل "تماماً معاملة استخدام أسلحة دمار شامل"، إذ تماثل العواقب على المهدَّدين من تفجيره تبعات استخدام روسيا أسلحة نووية أو كيميائية عليهم.

في سياق متصل ومع تقدم القوات الأوكرانية على طول الضفة الغربية للنهر، توشك إحدى أهم المعارك في الحرب، المستمرة منذ ثمانية أشهر، على الاحتدام قرب السد، وهي معركة تهدف إلى استعادة السيطرة على مدينة خيرسون ومحاصرة الآلاف من القوات الروسية.

في حين فرضت أوكرانيا تعتيماً إعلامياً على جبهة القتال في خيرسون، لكن القائد الروسي سيرجي سوروفكين، قال هذا الأسبوع، إن الوضع في خيرسون "صعب بالفعل"، وإن روسيا "لا تستبعد اتخاذ قرارات صعبة" هناك.

من جانبهم قال جنود أوكرانيون في قطاع من الجبهة شمالي خيرسون، الجمعة، إن هناك انخفاضاً ملحوظاً في الأسابيع القليلة الماضية، في إطلاق القذائف من المواقع الروسية في خط أشجار يمتد عبر مساحة من الحقول البور على مسافة تبعد نحو أربعة كيلومترات.

أضاف الجنود أن تقلص إطلاق النار وغياب حركة المدرعات الروسية في القطاع يشيران إلى معاناة الروس نقصاً في الذخيرة والعتاد. وتمثلت العلامة الوحيدة على وجود قتال في انفجار قذيفة من بعيد.

كما قال الجندي الأوكراني ميهيلو (42 عاماً)، والذي اكتفى بذكر اسمه الأول، مثل الجنود الآخرين: "لقد بدأ إطلاقهم النار يتقلص منذ نحو ثلاثة أسابيع… وتراجع نشاط طائراتهم المسيرة".

في سياق متصل، قال جندي آخر يدعى ساشا (19 عاماً)، مؤكداً: "تقلص القصف هنا منذ نحو شهر تقريباً على الأرجح… يتعين أن ينتهي هذا في وقت ما.. لا يمكن أن تظل ذخيرتهم كافية للأبد".

روسيا
قوات من الجيش الأوكراني – Getty Images

الانسحاب من خيرسون 

في الوقت نفسه تجنب الكرملين، الجمعة، سؤالاً عما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين أصدر أمراً للقوات الروسية بالانسحاب من خيرسون.

لكن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قالت إن نحو ألفي روسي تم تجنيدهم حديثاً، وصلوا إلى المنطقة "لتعويض الخسائر وتعزيز الوحدات على خط المواجهة".

في حين بدأ مسؤولون عينتهم روسيا بالمناطق المحتلة، ما يقولون إنه إجلاء لعشرات الآلاف من المدنيين على امتداد النهر من بلدات واقعة على الضفة الغربية. واتهموا كييف بقصف عبّارة ليلاً، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل. وقالت أوكرانيا إنها أطلقت النار على عبّارة، لكن في فترة حظر للتجول لا يسمح فيها بحركة المدنيين.

في الوقت نفسه صعّد بوتين الحرب بعد أن واجهت القوات الروسية انتكاسات في ساحة المعركة منذ سبتمبر/أيلول 2022. وأصدر الرئيس الروسي أمراً باستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وأعلن ضم أراضٍ احتلتها روسيا، وهدد باستخدام الأسلحة النووية لحماية روسيا.

تحميل المزيد