قالت وكالة أسوشيتيد برس الأمريكية إن الصين تستخدم مجموعة من السفن المدنية لتعزيز قوتها البحرية، وفق ما نقله موقع Business Insider الأمريكي، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، في الوقت الذي تفاخرت فيه بكين بأكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد السفن، كما أطلقت أول حاملة طائرات محلية الصنع في يونيو/حزيران الماضي.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن أسطولاً من السفن العلمية وقوارب الصيد والعبَّارات المحيطية تمتكلها الصين؛ تقدم لها بُعداً عسكرياً.
في السياق، صرَّح غريغوري بولينغ، مدير مبادرة الشفافية البحرية في آسيا التابعة لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، لوكالة أسوشيتيد برس، بأن السلطات الصينية تدفع لسفن الصيد مبالغ كبيرة من المال في جزر سبراتلي المتنازع عليها بشدة في بحر الصين الجنوبي، أكثر مما يمكنها جنيه من خلال الصيد، لترسو لمدة لا تقل عن 280 يوماً في السنة لتنفيذ مطالبة بكين بالجزر.
مئات السفن
ولفت بولينغ إلى أن هناك ما بين 300 و400 سفينة منتشرة هناك في كل الأوقات، مضيفاً: "الصين قادرة على استخدام سفن مدنية اسمياً تكون موجهة بشكل واضح من الدولة، من أجل تقويض سيادة جيرانها، لكنها تنكر بعد ذلك مسؤولية الدولة".
وتابع أن استخدام السفن المدنية لأغراض عسكرية يعقد التفاعلات العسكرية. وقال: "لا يريد أحد أن يعامل كل قارب صيد صيني كما لو كان مقاتلاً مسلحاً، لكن في الواقع، قد يكون بعضهم مقاتلين مسلحين".
يجري تنفيذ مشروع النمو هذا جنباً إلى جنب مع الأنشطة العسكرية المتزايدة في جميع أنحاء تايوان.
رغم أن السلطات الصينية قادت سفن الصيد المدنية لأغراض عسكرية على مدى عقود، فإنها قامت بزيادة الأعداد بشكل سريع مؤخراً من خلال إنشاء ما يُسمَّى بأسطول "عمود سبراتلي الفقري-Spratly Backbone".
كما أطلقت الصين أيضاً سفناً لأغراض مدنية ظاهرياً يمكن تحويلها سريعاً إلى استخدام عسكري.
أول حاملة طائرات مسيَّرة في العالم
ومن المُتوقَّع أن تكون جميع العبَّارات التي بنتها الصين منذ عام 2016، قادرةً على استيعاب الدبابات والمركبات العسكرية، وفقاً لما ذكره مايك دهم، ضابط استخبارات البحرية الأمريكية المتقاعد الذي كتب عن هذا الموضوع لمعهد الدراسات البحرية الصينية بالكلية الحربية الأمريكية.
في يونيو/حزيران، أُفيدَ بأن الصين أطلقت أول حاملة طائرات مسيَّرة في العالم تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنقل بشكل مستقل في المياه المفتوحة. ووصفتها بكين رسمياً بأنها أداة بحث بحرية، لكن بعض الخبراء قالوا إن لديها القدرة على استخدامها كسفينة عسكرية.
يثير التوسع البحري السريع للصين -من حيث الحجم والنشاط- قلق المنافسين، وكان هذا التوسع يُراقَب عن كثب من قِبَلِ الجيش الأمريكي، خاصةً سفن وطائرات الأسطول السابع للبحرية الأمريكية ومقره اليابان.
وأفاد موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي مؤخراً بأن سفن البحرية الأمريكية تعمل بالقرب من السفن الحربية الصينية في غرب المحيط الهادئ وتجمع معلومات استخباراتية عن البحرية الصينية، لكن المسؤولين الأمريكيين قلقون من أن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى مواجهات أخطر في البحر.