كشفت وثائق ميزانية الدفاع الأمريكية، أن وزارة الدفاع (البنتاغون)، زوّدت أوكرانيا بأدق قذيفة مدفعية في ترسانتها، وهي من طراز "إكسكاليبور" Excalibur، المُوجّهة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، حسبما نقلته وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 8 سبتمبر/أيلول 2022.
وفقاً لتلك الوثائق فإن تسليم هذا السلاح إلى أوكرانيا لم يُعلن عنه سابقاً، على خلاف الأسلحة الأخرى التي تضيفها واشنطن لترسانة كييف في تصديها للهجوم الروسي.
كما لفتت الوثائق إلى أن خطة لتجديد مخزون الولايات المتحدة من "إكسكاليبور"، كشفت لأول مرة أنَّ البنتاغون كان يمد القوات الأوكرانية بالقذيفة.
اقرأ أيضاً
استُخدمت للمرة الأولى في العراق
في السياق، قالت وكالة بلومبرغ إن المسؤولين الأمريكيين تجنبوا الأسئلة حول سلاح "إكسكاليبور"، رغم التقارير التي تفيد بأنَّ التخطيط كان جارياً لتوفيره، وأنه كان قيد الاستخدام بالفعل في أوكرانيا.
يُذكر أن قذيفة "إكسكاليبور" استُخدمت للمرة الأولى في العراق عام 2007 في مقتل قيادات لتنظيم القاعدة. وهو سلاح مُوجّه بالأقمار الصناعية يمكن أن يصل إلى مسافة 7 أقدام (مترين) من أجل هدفه.
ووفقاً لوثيقة الميزانية التي كُشِف عنها لأول مرة، في أغسطس/آب الماضي، ستنفق وزارة الدفاع 92 مليون دولار من الأموال التكميلية التي وافق عليها الكونغرس "لشراء ذخائر M982 "إكسكاليبور" البديلة، التي نُقِلَت إلى أوكرانيا لدعم الجهود الدولية لمواجهة العدوان الروسي".
وتُستخدَم القذيفة في مدافع هاوتزر عيار 155 ملم- المدفعية الميدانية للجيش الأمريكي، وطُوِّرَت بالشراكة بين شركتَي Raytheon Missiles and Defense وBAE Systems Bofor.
وتتيح قذائف "إكسكاليبور" المُوجّهة بدقة لقادة ساحة المعركة التركيز على الأهداف بدقة أكبر، ويبلغ مداها 25 ميلاً (40.5 كيلومتر) وفقاً للوثائق.
من جانب آخر، نقلت وكالة بلومبرغ عن مارك كانسيان، محلل دفاعي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يراقب الإنفاق المرتبط بأوكرانيا: "إنَّ إضافة قذائف "إكسكاليبور" بقيمة 92 مليون دولار تزيد ميزانية البرنامج بأكثر من الضعف، وتضيف نحو 900 مقذوف في السنة المالية 2022″.
وقال كانسيان: "هذا يؤكد أيضاً شكوكاً أثيرت منذ فترة طويلة بأنَّ الولايات المتحدة تقدم هذا السلاح المتقدم لأوكرانيا". وتبلغ تكلفة كل طلقة حالياً من 98700 دولار إلى 106400 دولار في السنة المالية 2021 و2022، اعتماداً على الكميات المشتراة، وفقاً لوثائق ميزانية الجيش.
اقرأ أيضاً
دقة مؤكدة
على صعيد آخر، أفادت وثائق ميزانية الجيش بأنَّ دقة قذائف "إكسكاليبور" المُثبَتة "تسمح بتأثير من الضربة الأولى على الهدف؛ ما يقلل من عدد الضربات المطلوبة مع تقليل الأضرار الجانبية".
واستناداً إلى قدراتها، ربما استُخدِم هذا السلاح بعدد محدود لتدمير مواقع القيادة الروسية ومراكز القيادة وفرض سيطرة دقيقة، بينما تشتبك القوات الأوكرانية في مبارزات مدفعية مع المهاجمين في المناطق الشرقية.
بالإضافة إلى دفعات "إكسكاليبور" الممنوحة سابقاً، التي لم يُكشَف عنها، توضح وثائق الميزانية أيضاً إمدادات العناصر المعروفة مثل قذائف المدفعية التقليدية عيار 155 ملم، وصواريخ غافلين المضادة للدروع، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، ونظام الصواريخ المتنقلة "هيمارس" ونظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجه، أو الصواريخ المُوجّهة من نوع GMLRS.
ويُضاف إلى ذلك أيضاً مشتريات أصغر من قاذفات القنابل اليدوية MK-19 و"بنادق القنص الدقيقة" و"نطاقات الرصد" و"وحدات تبريد البطارية البديلة" لصواريخ ستينغر.
في السياق، يقول كانسيان: "هناك الكثير من المال المخصص لإعادة البرمجة لزيادة الطاقة الإنتاجية للمشتريات المستقبلية"، مثل نظام الصواريخ المُوجّهة المتعدد الانطلاق المستخدم في نظام "هيمارس"، الذي يمكنه الوصول حتى مسافة أكثر من 25 ميلاً (40 كيلومتراً).