قال ممثلو الادعاء، السبت 12 أغسطس/آب 2022، إن الرجل المشتبه به في مهاجمة الروائي سلمان رشدي الجمعة، وُجهت إليه تهمة الشروع في القتل والاعتداء.
حيث قال جيسون شميدت، المدعي العام لمقاطعة تشوتاكوا في بيان: "الشخص المسؤول عن هجوم الأمس، هادي مطر، تم اتهامه رسمياً بالشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية". وأضاف: "تم توجيه هذه التهم الليلة الماضية وتم احتجازه بدون كفالة".
المتهم ذو ميول شيعية متطرفة
في سياق ذي صلة، نقلت شبكة إن.بي.سي نيويورك عن مصادر في أجهزة إنفاذ القانون قولها السبت، إن المشتبه به في الهجوم على سلمان رشدي خلال محاضرة في ولاية نيويورك له ميول شيعية متطرفة، وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
فيما تعرض الروائي الهندي المولد الذي عاش سنوات مختبئاً بعد أن دعت إيران المسلمين إلى قتله بسبب روايته "آيات شيطانية" إلى هجوم طُعن خلاله في الرقبة والبطن على المنصة خلال إلقائه محاضرة أمس الجمعة. وبعد جراحة على مدى ساعات، تم وضع رشدي على جهاز تنفس صناعي مساء الجمعة وليس في استطاعته التحدث حتى الآن.
كما قالت شرطة نيويورك إن المشتبه به المحتجز يدعى هادي مطر ويبلغ من العمر 24 عاماً، وهو من فيرفيو بولاية نيوجيرسي واشترى تذكرة لحضور المحاضرة في معهد شوتاكوا، حيث وقع الهجوم ولم يتسنّ لرويترز تحديد ما إذا كان مطر يتمتع بتمثيل قانوني.
بدء التحقيق في الهجوم على سلمان رشدي
من جانبها، أفادت شبكة إن.بي.سي نيويورك، نقلاً عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته لكنها قالت إنه على دراية بالتحقيق في الهجوم، أن مراجعة أولية لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن لديه ميولاً شيعية متطرفة وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني.
حيث ذكرت الشبكة في تقريرها أن مطر وُلد في كاليفورنيا وانتقل مؤخراً إلى نيوجيرسي، مضيفة أن قوات الأمن عثرت معه على رخصة قيادة مزورة.
كما أشارت الشبكة إلى أن مسؤولي مكتب التحقيقات الاتحادي ذهبوا مساء أمس الجمعة إلى آخر عنوان مدرج له في فيرفيو، وهي إحدى مناطق مقاطعة بيرجن على الضفة الأخرى لنهر هدسون من مانهاتن.
فيما لم ترد شرطة نيويورك ونيوجيرسي على الفور على طلبات للتعليق على تقرير إن.بي.سي نيويورك، وقالت الشرطة الجمعة، إنها لم تحدد بعد الدافع وراء الهجوم على رشدي (75 عاماً). ووقع الهجوم بينما كان يتم تقديم رشدي لإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع أمام مئات الحاضرين في معهد شوتاكوا في نيويورك، حين انطلق رجل مسرعاً صوب المنصة، وسدد عدة طعنات للكاتب الذي رُصدت مكافأة منذ عام 1989 لمن يُجهز عليه.
لا روابط بين المتهم والحرس الثوري
كما قالت الشبكة إن المسؤول أخبرها أنه لا توجد روابط محددة للمهاجم مع الحرس الثوري الإيراني، لكن المراجعة الأولية أشارت إلى أن المشتبه به يتعاطف مع الفصيل التابع للحكومة الإيرانية.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني فصيل نافذ في إيران ويسيطر على إمبراطورية تجارية، كما تعمل تحت إمرته قوات مسلحة وعناصر استخباراتية تتهمها واشنطن بتنفيذ حملة تطرف عالمية.
فيما لم يصدر أي رد فعل حكومي رسمي من إيران إزاء الهجوم على رشدي، لكن عدة صحف إيرانية متشددة أشادت بمنفذ الهجوم.
المتهم هاجر إلى أمريكا
قال علي تحفة رئيس بلدية يارون بجنوب لبنان، إن المشتبه به ابن لرجل من سكان البلدة. وأضاف أن والدَي المشتبه به هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث وُلد وترعرع.
رداً على سؤال عما إذا كان المشتبه به أو والداه ينتمون إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أو يدعمونها، قال تحفة إنه "ليس لديه معلومات على الإطلاق" عن آرائهم السياسية.
كما قال مسؤول في حزب الله لرويترز اليوم السبت، إن الجماعة اللبنانية المسلحة ليس لديها معلومات إضافية عن الهجوم على رشدي، ولاقى الهجوم إدانة من كتاب وساسة من جميع أنحاء العالم باعتباره اعتداءً على حرية التعبير.
لطالما واجه رشدي، الذي وُلد لعائلة مسلمة كشميرية في مومباي، تهديدات بالقتل قبل انتقاله إلى بريطانيا بسبب روايته "آيات شيطانية".
كانت العديد من الدول التي تضم أعداداً كبيرة من المسلمين قد حظرت الرواية الصادرة عام 1988 بسبب احتوائها ما اعتبره بعض المسلمين فقرات تجديفية.
أما في عام 1989، أصدر آية الله روح الله الخميني، المرشد الأعلى لإيران آنذاك فتوى دعا فيها المسلمين إلى قتل الروائي وأي شخص ضالع في نشر الكتاب.