انتشر في 70 دولة حول العالم! الصحة العالمية: تفشي جدري القرود بات يشكل حالة طوارئ عالمية

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/23 الساعة 21:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/23 الساعة 21:37 بتوقيت غرينتش
أعراض جدري القرود تظهر مختلفة في بريطانيا - رويترز

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، 23 يوليو/تموز 2022، إن تفشي جدري القرود في أكثر من 70 دولة يعد وضعاً "استثنائياً"، وبات يشكل "حالة طوارئ عالمية".

اتخذ غيبريسوس الإجراء الأول من نوعه في هذا التصنيف، رغم عدم وجود توافق في الآراء بين الخبراء العاملين في لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية بخصوص الفيروس المذكور، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية. وأكد أنه اتخذ القرار رغم فشل الهيئة الاستشارية في الاتفاق على التصنيف.

جدري القرود يشكل حالة طوارئ عالمية 

كما أوضح تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن "قراره كان بمثابة كسر التعادل مع 9 أعضاء من لجنة الخبراء ضد هذه الخطوة و6 مؤيدين". وقال إنه "تم الإبلاغ عن أكثر من 16 ألف إصابة و5 وفيات في 75 دولة ومنطقة".

كما لفت إلى أن "تقييم المنظمة العالمية هو أن خطر الإصابة بجدري القرود معتدل على مستوى العالم، باستثناء المنطقة الأوروبية، التي يعتبر خطرها مرتفعاً".

في حين أوضح مدير عام "الصحة العالمية" التابعة للأمم المتحدة، في بيان، أن "لدينا مرضاً انتشر في أنحاء العالم بسرعة، من خلال طرق انتقال جديدة لا نعرف عنها سوى القليل جداً".

يذكر أن إعلان "حالة الطوارئ العالمية" قد يحفز إلى المزيد من الاستثمار في إنتاج علاجات ولقاحات للمرض، الذي كان نادراً في يوم من الأيام، بحسب المصدر نفسه و"حالة الطوارئ العالمية"، هي أعلى مستوى من التأهب لدى منظمة الصحة.

تفشي المرض 

بهذا الخصوص، قال رئيس قسم الطوارئ بالمنظمة الدكتور مايكل رايان، في تصريح صحفي، إن "المدير العام اتخذ هذا القرار حتى يأخذ المجتمع العالمي حالات تفشي المرض الحالية على محمل الجد".

يشار إلى أنه في 7 يوليو/تموز 2022 أعلنت "الصحة العالمية" تسجيلها أكثر من 6 آلاف إصابة مؤكدة بجدري القرود وثلاث وفيات مرتبطة به منذ بداية العام في أنحاء العالم.

في حين تظهر أعراض المرض على هيئة حمى وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات والتهاب حلق، إضافة إلى الإرهاق والقشعريرة وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه وباطن القدمين والأعضاء التناسلية وغيرها من أجزاء الجسم.

فيما اكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.

انقسام بين أعضاء المنظمة 

كانت حالة من الانقسام بين أعضاء فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، بشأن ما إذا كان تفشي جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وفقاً لما قاله مصدران مطلعان لوكالة رويترز، فيما من المتوقع أن يحسم مدير المنظمة الأمر خلال الساعات المقبلة.

الوكالة أشارت إلى أن لجنة من الخبراء اجتمعت الخميس، 21 يوليو/تموز 2022، هي المسؤولة عن تقديم المشورة إلى المدير العام تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الذي يملك القول الفصل في إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية.

في الماضي كان تيدروس يتبع دائماً توصيات اللجنة، لكن المصدرين المطلعين على عملية صناعة القرار، واللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، قالا إنه يفكر بجدية في إعلان حالة الطوارئ، رغم عدم وجود أغلبية مؤيدة لأي من الخيارين، بسبب شعوره بالحاجة الملحة للتصدي للمرض.

قلق دولي

كان غالبية الخبراء قد أوصوا خلال أول اجتماع عُقد في 23 يونيو/حزيران 2022، بألا تُعلن منظمة الصحة حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.

أستاذ قانون الصحّة الأمريكي ومدير مركز منظمة الصحة العالمية لقانون الصحة لورنس غوستن، كتب مساء الجمعة 22 يوليو/تموز 2022، على تويتر "جدري القرود خرج عن السيطرة، ولا يوجد سبب قانوني أو علمي أو صحي لعدم إعلان حالة طوارئ صحية عامة دولية".

كانت قد اكتُشفت الزيادة غير العادية في حالات الإصابة بجدري القرود، في أوائل مايو/أيار 2022، خارج بلدان وسط وغرب إفريقيا، حيث يتوطن الفيروس عادةً، وقد انتشر مذاك في كل أنحاء العالم وشكلت أوروبا بؤرته.

فيما يُعتبر جدري القرود الذي اكتُشف لدى البشر عام 1970، أقل خطورة وعدوى من الجدري الذي تم القضاء عليه عام 1980.

في معظم الحالات يكون المرضى رجالاً مثليين جنسياً، شباباً نسبياً، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

نقل العدوى أثناء الاتصال الجنسي

كذلك أكدت دراسة نُشرت الخميس الفائت في مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين"، هي الأكبر عن هذا الموضوع، وتستند إلى بيانات من 16 دولة مختلفة، أن الغالبية العظمى (95%) من الحالات الحديثة تم نقلها أثناء اتصال جنسي، وأن 98% من الحالات سُجّلت لدى رجال مثليين وثنائيي الجنس.

في سياق متصل، قالت وكالة الأدوية الأوروبية (إي إم إيه)، الجمعة، إنّها وافقت على استخدام لقاح للجدري البشري، وتوسيع استخدامه ضد انتشار مرض جدري القرود، وبات هذا اللقاح مستخدماً بالفعل لهذا الغرض في كثير من البلدان، بما في ذلك فرنسا.

بدورها، توصي منظمة الصحة العالمية بتلقيح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وأفراد طواقم الرعاية الصحية الذين هم على تماسّ مع المرض.

تحميل المزيد