طالبت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، بالتحقيق في عمل أربعة مختبرات بيولوجية أمريكية "على الأقل" تنشط في نيجيريا، حيث ظهر مرض جدري القرود مؤخراً.
وقالت الوزارة في بيان، إنها تحث منظمة الصحة العالمية "على التحقيق في أنشطة المختبرات التي تمولها واشنطن في نيجيريا".
وقال قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية التابعة للجيش الروسي، إيغور كيريلوف، إنه "وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن سلالة غرب إفريقيا من جدري القرود نشأت من نيجيريا، حيث نشرت الولايات المتحدة بنيتها التحتية البيولوجية".
4 مختبرات بيولوجية أمريكية
وأضاف كيريلوف حسب ما نقلته قناة "روسيا اليوم" الرسمية: "وفقاً للمعلومات المتاحة، هناك ما لا يقل عن أربعة مختبرات بيولوجية تابعة لواشنطن في نيجيريا".
ولمّح المسؤول الروسي إلى ضلوع الولايات المتحدة في نشر المرض، مشيراً إلى أنه "ينبغي للمرء أن يذكّر بالصدفة الغريبة التي تحتاج إلى مزيد من التحقيق من قبل المتخصصين".
واستشهد كيريلوف بما نشرته وسائل إعلام أوروبية وأمريكية، حول "وضع سيناريو لمواجهة تفشٍّ ناجم عن سلالة جديدة من فيروس جدري القردة، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن 2021 على خلفية جائحة كورونا".
حسب المسؤول الروسي فهناك "حالات عديدة لانتهاكات الولايات المتحدة لمتطلبات الأمن البيولوجي وحقائق التخزين المهمل للمواد الحيوية المسببة للأمراض".
وجدّد دعوة بلاده منظمة الصحة العالمية إلى إجراء تحقيق في أنشطة المختبرات البيولوجية التي تمولها الولايات المتحدة في أبوجا وزاريا ولاغوس بنيجيريا، وإبلاغ المجتمع الدولي بنتائجها.
ووفقاً للقطات عرضتها وزارة الدفاع خلال الإحاطة، يعمل مختبران بيولوجيان تسيطر عليهما الولايات المتحدة في مدينة أبوجا، وواحد بمدينة زاريا وآخر في لاغوس، حسب "روسيا اليوم".
مرض جدري القرود
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية قالت، الخميس 26 مايو/أيار، إن نحو 200 إصابة بجدري القرود رُصدت في 20 دولة، لا يعرف عنها عادةً وجود تفشٍّ للأمراض فيها.
ووصفت المنظمة الأممية هذا المرض الجديد بأنه "يمكن احتواؤه"، مقترحةً وضع مخزون من حصص متساوية من اللقاحات المحدودة المتوافرة حول العالم.
والأحد 22 مايو/أيار الجاري، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من تفشي مرض جدري القرود، لافتاً إلى أنه أمر "يجب أن يكون مصدر قلق للجميع"، مضيفاً أن مسؤولي الصحة الأمريكيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة.
ويقول علماء إن تفشي المرض في عدد من دول العالم التي لم يكن يتوطن فيها المرض، أمر غير معتاد.
ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القرود ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط، وأشاروا إلى أن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشار المرض بمجرد تحديد الإصابة.
يُشار إلى أن جدري القرود يُعد أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، ويعتبر من الأنواع الأقل انتقالاً وفتكاً، كما أن أعراضه أكثر اعتدالاً.
عادةً ما يستمر المرض مدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويمكن أن تظهر أعراضه خلال فترة تتراوح بين 5 و21 يوماً بعد الإصابة، وتم الكشف عن هذا المرض أول مرة في العام 1958، عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.