قال الكاهن الروسي، الأب غيورغي إديلشتين، البالغ من العمر 89 عاماً، إنه يخشى من أن يكون كاهناً سيئاً، لأنه لم يقف دائماَ ضد كل الحروب، ويتابع: "لكنني أقف دائماً ضد الحروب العدوانية، والغزو".
إديلشتين، وهو من الكهنة الأرثوذكس الروس القلائل الذي صرّحوا بمعارضتهم للحرب في أوكرانيا، يقول في حديث مع "فرانس برس" إنه لا يمل من النقاش الجيد، ويشير وهو جالس أمام مجموعة من الأيقونات إلى كرسي فارغ أمامه قائلاً "أود أن يكون أمامي واحد أو اثنان من خصومي".
"أوكرانيا مستقلة"
يقول الكاهن الروسي خلال الحديث الذي دار في منزله الواقع في قرية على ضفاف نهر فولغا قرب موسكو، إن "أوكرانيا مستقلة، فليفعلوا ما يشاؤون".
وكان إديلشتين وقّع في 25 فبراير/شباط الماضي، رسالة كتبها أحد أصدقائه وهو الأب يوان بوردين، ندّدت بالحرب الأوكرانية.
ونُشرت الرسالة على شبكة الإنترنت، لكنها حُذفت بعد ذلك، قالت إن "دماء الأوكرانيين لا تلوث فقط أيدي القادة والجنود الروس الذين ينفذون الأوامر، بل الذين يدعمون هذه الحرب أو يلزمون الصمت".
بينما دان رئيس أبرشية كوستروما، المطران فيرابونت، هذا التدخل، وأشار إلى أن الكاهنين هما رجلا الدين الوحيدان اللذان اعترضا على الغزو، في المنطقة التي تضم 160 كاهناً.
ستالين "رجل شيطاني
الكاهن الروسي وهو من أب يهودي وأم كاثوليكية بولندية، اعتنق في 1955 الأرثوذكسية، على أمل -انتهى بخيبة- في الإفلات من قبضة النظام السوفييتي، حسب فرانس برس.
يقول إديلشتين إن "قادة كنيستنا ما زالوا خاضعين للنظام الشيوعي"، مؤكداً أن بطريركية موسكو أعيد إحياؤها في 1943 على يد رجل "شيطاني" هو ستالين.
ومع ذلك لا يقدّم الكاهن إديلشتين وصديقه الآخر نفسيهما كمعارضين للسلطة، ولا يدعوان حتى إلى عصيان البطريرك.
يُذكر أن قلة فقط من رجال الدين في الكنيسة الروسية التي يبلغ عدد أتباعها 150 مليون شخص حول العالم، وقفوا ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط.
وضاعف رئيس الكنيسة البطريرك كيريل توصياته المؤيدة للهجوم، ودعا إلى "الالتفاف" حول السلطة "لدحر أعداء الوحدة التاريخية بين روسيا وأوكرانيا".