نشرت وسائل إعلام أمريكية أشرطة فيديو يُعتقد أنه لقوات أوكرانية تقوم بالتنكيل بجنود روس، تم القبض عليهم خلال المواجهات الدائرة في أوكرانيا، وهو الأمر الذي أغضب روسيا، ودفع السلطات الأوكرانية للإعلان عن التحقيق في الحادثة، مؤكدة رفضها القاطع لما جاء في أشرطة الفيديو المتداولة، الأحد 27 مارس/آذار 2022.
الفيديو المتداول يظهر جنوداً أوكرانيين يطلقون النار على جنود روس، في ركبهم تحديداً، وذلك في إحدى العمليات العسكرية في منطقة خاركيف، كما ذكرت وكالة CNN الأمريكية.
جرائم حرب منسوبة لجنود أوكرانيا
تُظهر الأشرطة المتداولة عدداً من الجنود الروس الملقى بهم على الأرض، بينما تظهر على أرجلهم علامات إصابات بإطلاق النار، مع تغطية وجوه بعضهم.
ورغم النزيف الذي يعاني منه الجنود، فإن الفيديو لا يظهر تلقيهم لأي رعاية طبية لازمة، ويُتّهم الجنود الأوكرانيون بترك الجنود الروس للنزيف حتى الموت.
كما شوهد في المقاطع جنود روس بأرجل مكسورة، ومقاطع أخرى فيها مشاهد سحل وضرب بعضهم، بالإضافة إلى فيديو مكالمة بين جندي أوكراني، مع والدة أحد الجنود الروس المقتولين في أوكرانيا، بينما يسخر الجندي الأوكراني من والدة الجندي الروسي، ويخبرها أنه لا يستطيع أن يريها ابنها؛ لأن "الكلاب تأكل ما تبقى منه".
يُذكر أن هذه اللقطات مصورة من قِبَل جنود أوكرانيين، وبعضها نُشر من قِبلهم على قنوات تلغرام خاصة بهم، مع التفاخر بهذه الأفعال.
استنكار أوكراني
كرد على هذه الأنباء، استنكر مسؤول في الرئاسة الأوكرانية أشرطة الفيديو، وقال إن الحكومة تأخذ الأمر بجدية بالغة، وإنها ستحقق في هذه الأفعال بشكل فوري.
وصف المسؤول الحكومي الأوكراني جيش بلاده بـ"الجيش الأوروبي"، قائلاً إنهم لا يسيئون معاملة أسراهم، وإن هذه الأفعال إن ثبتت صحتها فهي تصرفات غير مقبولة.
كما أكد أن القوات الأوكرانية تعامل أسرى الحرب الروس دون انتهاكات، ووفقاً لمعاهدة جنيف، وترفض أي تعامل مسيء للأسرى "مهما كانت الدوافع العاطفية".
لكن رئيس القوات العسكرية الأوكرانية، فاليري زالوزني، قال في بيان أصدره الجيش الأوكراني إنه وفي "محاولات تستهدف مصداقية الجيش الأوكراني، قام الأعداء بفبركة أشرطة فيديو تظهر تعاملاً غير إنساني من جنود أوكرانيين ضد جنود روس"، وإن الجيش الروسي هو المسؤول عن نشر هذه الفيديوهات "المفبركة".
لكن البيان قال أيضاً إنه يتعاطف مع جنود الجيش الأوكراني، وغيرهم من القوات الأوكرانية، و"الملتزمين بشكل صارم" بالقوانين الدولية"، كما حث وسائل الإعلام على توخي الحذر من "الحرب النفسية"، وعدم الوثوق بأي معلومات ما لم تصدر من مصادر رسمية أوكرانية.
كتيبة آزوف
تحققت CNN من صحة فيديو منشور على تلغرام، السبت 26 مارس/آذار 2022، يظهر هجوماً ناجحاً لقوات كتيبة آزوف، أسروا على إثرها جنوداً روساً.
يظهر الفيديو تعرية بعض الأسرى، وتغطية أعينهم، لكن الضابط الذي نشر الفيديو أخبر CNN أنه لم يكن مشاركاً في إطلاق النار على رُكب الجنود الروس، لكنه أضاف أن الفيديو قد يكون صُوِّر بالفعل في إحدى مناطق خاركيف.
تتهم الكتيبة من قِبل روسيا بارتكابها جرائم حرب مماثلة، وطوال الأعوام الثمانية الماضية، كما أنها متهمة بمعاداة الشعب الروسي، وارتكاب مجازر بحقهم، علماً أن الكتيبة ترفع شعارات نازية.
ردود الفعل الروسية
قررت روسيا أن تبدأ تحقيقاً شاملاً، تجريه لجنة التحقيقات في روسيا، لجمع كل ما يثبت ارتكاب جرائم حرب ارتكبها "قوميون أوكرانيون".
كما قالت اللجنة في بيانها إنها ستتوثق من هوية مرتكبي هذه الأفعال، لتقديمهم إلى العدالة، فيما تقول روسيا إن هذه الأفعال صادرة عن "قوميين ونازيين جدد" أوكرانيين.
يُذكر أن روسيا اليوم نقلت أشرطة فيديو تظهر "التعامل الجيد" من الجنود الروس مع أسرى حرب أوكرانيين، وجنود وضباط قالت القوات الروسية إنهم سلموا أنفسهم للجيش الروسي.
ويظهر الفيديو تأكد أحد الجنود الروس من تسلّم كل جندي أوكراني لأكياس، يبدو أنها تحتوي على غذاء أو مواد أخرى مقدمة لأسرى الحرب.
بينما تنص معاهدة جنيف في المادة 13 على أنه "يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات. ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكاً جسيماً لهذه الاتفاقية. ولا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته.. وبالمثل، يجب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير، كما تحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب".
متطوعون يروون إصدار أوامر مشابهة من الجيش الأوكراني
ومما يقدم دلائل من أطراف خارج النزاع على حصول انتهاكات من الطرف الأوكراني؛ فإن متطوعين أقروا بتلقيهم أوامر بقتل أسرى الحرب الروس، سواء استسلموا أم لا، بحسب ما نقلت BBC البريطانية.
وقرر أحد المتطوعين مغادرة أوكرانيا، بعد أن تبدلت الأوامر التي تلقاها في البداية، والتي شددت على معاملة الجنود الروس كأسرى حرب، وبدء استجوابهم حال اعتقالهم أو استسلامهم.
لكن الأوامر تغيرت، وأصبح عليهم قتل الجنود الروس، سواء سلموا أنفسهم للقوات الأوكرانية أم لا، وعليه قرر المغادرة.
كما أكد أحد المسعفين البريطانيين وجنديان آخران هذه الأنباء، مبينين أن الوضع في الميدان "مختلف جداً"، وأن العشرات من المتطوعين قرروا المغادرة بسبب تلقيهم أوامر بشأن التعامل مع أسرى الحرب الروس.