كشف مصابون نجوا من القصف الروسي الذي طال مسرح مدينة ماريوبول الأوكرانية، أن مدرسة الفنون في المدينة كان من المفترض أن تكون ملاذاً للنساء والأطفال لكن الطيران الروسي عاجلهم بالاستهداف.
حسبما نشرت صحيفة Washingtonpost الأمريكية في تقرير لها يوم السبت 26 مارس/آذار 2022 فإن أليكسي، 34 عاماً، الذي غادر مع زوجته وابنه البالغ من العمر 7 سنوات قبل وقت من حدوث الغارة الروسية على المسرح قال: "لقد وضع المدنيون علماً أبيض أعلى المبنى"، للبرهنة على أن هذا المبنى هو مكان للنساء والأطفال وليس فيه مسلحون.
عشرات القتلى في مسرح ماريوبول
كانت وكالة رويترز الإخبارية قد نقلت عن مسؤولين محليين في أوكرانيا إن عدد القتلى في حادث تفجير المسرح بمدينة ماريوبول المحاصرة في 16 مارس/آذار 2022 قد يصل إلى حوالي 300.
حيث أوضح مجلس المدينة أنه لا يزال في حكم المستحيل تحديد العدد الدقيق للقتلى، بعد الغارة الجوية الروسية على المسرح الذي لاذ به المئات على اعتقاد أنه مكان آمن في المدينة المحاصرة.
من جانبها، قالت الحكومة الأوكرانية في وقت سابق إن من المستحيل معرفة عدد القتلى لأن ماريوبول في حالة فوضى وتتعرض لقصف القوات الروسية باستمرار.
في المقابل، نفت روسيا قصف المسرح. ويقول الكرملين إن القوات الروسية لا تستهدف المدنيين بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
قصف طائرات روسية للمسرح
في حين قال مجلس مدينة ماريوبول في بيان الجمعة: "وصلتنا معلومات من شهود عيان عن مقتل نحو 300 في مسرح ماريوبول للدراما بعد أن قصفته طائرة روسية". وأضاف: "حتى اللحظة الأخيرة، يرفض (العقل) تصديق هذا الرعب. لكن روايات من كانوا داخل المبنى وقت وقوع هذا العمل الإرهابي تتنافى مع ذلك (المنطق)".
في سياق متصل، وحسبما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فقد قال اثنان من الأشخاص الثلاثة الذين كانوا حاضرين وقت الانفجار إن الطابق السفلي الذي كان مكتظاً بالعديد من النساء والأطفال الصغار لم يتعرض للدمار، وإن العديد من الناس تمكنوا من الفرار بعد ذلك.
شهود العيان قالوا كذلك إن أولئك الموجودين في الردهة المكونة من ثلاثة طوابق أمام المبنى نجوا، ولكن لا تزال هناك مخاوف بشأن القاعة الرئيسية والمطبخ، والتي تضررت جميعها بشدة من القصف، ويقول شهود العيان إنهم لا يستطيعون إعطاء أرقام دقيقة لأعداد الضحايا.
في حين أوضحت مقاطع مصورة أن القاعة الرئيسية للمسرح التي دمرت كانت تعتبر مكاناً خطيراً على الأشخاص النائمين فيها، وقال مصور الفيديو: "قد يكون هناك الكثير من الناس تحت هذه الأنقاض".
سقوط الأنقاض على المواطنين
بينما ذكرت إحدى الناجين، وتدعى ماريا روديونوفا، 27 عاماً، والتي كانت تنام هناك في تلك القاعة، إن حوالي 50 شخصاً كانوا في ذلك الجزء من المبنى. وأشارت إلى أنها كانت قد خرجت لجلب الماء لكلابها قبل لحظات من الغارة، مضيفة أنها سمعت صوت صفير قوي قبل أن يرتمي عليها رجل ويدفعها نحو أحد جدران المدخل الأمامي للمسرح لحمايتها.
كما قالت: "كانت الأنقاض فوقنا" وإنها ظنت أن طبلة أذنها قد تمزقت بسبب الصوت الذي يصم الآذان. وأضافت: "كان هناك رجل وجهه متدلٍّ في بركة من الدماء وبجانبه كانت هناك امرأة تحاول إيقاظه".
من جانبه، قدر المراهق، بوجدان تيموشوك، 17 عاماً، الذي كان يقيم في غرفة تغيير الملابس خلف الكواليس مع والدته، أنه كان هناك حوالي 100 شخص معهم عندما غادر في قافلة قبل ساعة فقط من الهجوم، ونبه إلى أنهم كانوا ينامون في غرف الملابس الصغيرة، مضيفاً عبر الهاتف بعد فراره إلى لفيف في غرب أوكرانيا: "لا نعرف ما حدث لهم".
الفشل في الوصول لوسيلة مواصلات
تقرير واشنطن بوست قال كذلك إن بعض الناجين الذين ليس لديهم سيارات كانوا يائسين من الحصول على توصيلة، ومنهم تيموشوك ووالدته قبل أن يتمكنا من العثور على مركبة تقل 10 أشخاص، مردفاً: "كان هناك قتال متواصل وقصف مستمر".
إذ إنه وعندما غادر، كان آخرون لا يزالون يصلون إلى المسرح، حيث وصل فلاديسلاف، 27 عاماً، إلى هناك صباح يوم القصف للتحقق مما إذا كان سيكون مكاناً أكثر أماناً لعائلته. وقال: "علمنا بوجود طعام هناك وكان يوجد صنبور إطفاء يستخدمه الناس للمياه و يستخدمون الحطب لطهي الأكل".
تابع فلاديسلاف: "اعتقدت أنه لن يكون من الممكن لأي شخص أن يقصف ذلك المكان"، مردفاً: "عندما وصلت سمعت للتو صوت الانفجار ولست متأكداً ما إذا كنت سقط أرضاً بسبب قوة القصف أو أنني بحثت بشكل غريزي عن ملجأ". وأضاف: "ذهبنا بعد الغارة إلى الطابق السفلي من الجانب الآخر وانتظرنا 15 دقيقة في القبو قبل أن نفر على الأقدام إلى مدينة مليكين".
يذكر أن القوات الروسية هاجمت الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022 ما تسبب في مقتل الآلاف وهروب الملايين إلى الاتحاد الأوروبي خوفاً من القتل على يد الجيش الروسي.