رغم العقوبات الغربية لا تزال أضخم الشركات الزراعية في العالم تعمل في روسيا، سواء ببيع البذور، أو بإدارة المحاصيل داخل روسيا، بحسب ما نشرت صحيفة Wall Street Journal.
تتضمن قائمة عمالقة الغذاء شركات أمريكية وأوروبية ما زالت تعمل في روسيا، رغم كل الضغوطات عليها لوقف أعمالها وسحب استثماراتها.
إلا أن هذه الشركات ما زالت ترفض ذلك، ويعود رفضها لـ"اعتبارات إنسانية"، على حد وصفها، فقد عبرت الشركات عن مخاوفها من انقطاع الغذاء عن المدنيين الروس، وعن مواطني دول أخرى مستوردة للغذاء من روسيا.
ولم تكن الشركات الزراعية هي الوحيدة التي استمرت بالعمل في روسيا، بل إن قطاعات أخرى مثل الصناعات الدوائية ما زالت تبيع منتجاتها لروسيا، لنفس الاعتبارات الإنسانية.
بين هذه الشركات شركة Cargill الأمريكية، التي تعمل في العديد من البلدان حول العالم، وشركة Bayer الألمانية، وتعمل الشركتان منذ أكثر من 150 عاماً.
خطر عالمي لوقف التعامل مع روسيا
تعتبر روسيا وأوكرانيا من أهم منتجي الغذاء في العالم، ولذا فإن الهجوم الروسي على أوكرانيا سبَّب مخاوف عالمية، خصوصاً عند مستوردي الغذاء من روسيا وأوكرانيا.
تضمّنت المخاوف ارتفاع أسعار الغذاء، والذي تحقق بالفعل، وخصوصاً في أسعار القمح، وخطر تضرر إمدادات الغذاء والقمح، وإمكانية ألا يجد بعض الناس غذاء بصرف النظر عن سعره مستقبلاً.
فأسعار القمح ارتفعت بنسبة 30% منذ بدء الهجوم، الخميس 24 فبراير/شباط 2022، خصوصاً أن العقوبات الغربية تضمنت شركات مصدرة للغذاء، وموانئ مهمة لصادرات الغذاء.
لكن حتى الآن، فإن مخاطر انقطاع الإمدادات أو تضررها ما زالت محتملة، رغم أنه لم تتحقق بعد، وجزء من أسباب ذلك هو استمرار عمل هذه الشركات الغذائية.
روسيا قادرة على إطعام نفسها
حتى في حالة خروج مزودي البذور لروسيا من السوق الروسية، ستظل روسيا قادرة على إطعام نفسها، لكنها لن تظل قادرة على إطعام دول أخرى، كما تنقل صحيفة Wall Street Journal.
ومع أن ذلك سيحرم روسيا من عوائد تصدير الغذاء، وهي مشكلة روسيا، إلا أنها مشكلة أكبر للعالم، وخصوصاً للدول المستوردة للغذاء من روسيا.
عوامل أخرى تُفاقم أزمة الغذاء
تُسهم عوامل أخرى في تفاقم أزمة الغذاء، وإمكانية تخفيض إمدادات القمح بشكل أكبر في العالم، وقد تتضافر هذه العوامل مع الأزمة الأوكرانية، لتشكل أزمة غذائية غير مسبوقة.
فالجفاف الذي يضرب أمريكا الجنوبية أضرّ بإنتاج المحاصيل، كما أن النمو المتوقع لإنتاج القمح في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون ضعيفاً خلال هذا العام، كما أن العام الماضي شهد أقل زراعة للقمح منذ مئة عام في أمريكا.
يحصل ذلك وسط دعوات للشركات الزراعية الأمريكية لأن تلعب دورها المهم في العقوبات على روسيا، لا بالخروج من السوق الروسي فحسب، بل بالعمل على توفير البديل عما قد يخسره العالم من روسيا وأوكرانيا.
خصوصاً أن هذه الدعوات ترى أن الشركات الزراعية تدفع ضرائب لروسيا "تُسهم في مساعدة بوتين ومساعيه العسكرية في أوكرانيا".