قُتل عشرات الأشخاص في هجوم للقوات الروسية استهدف، الجمعة 18 مارس/آذار 2022 ثكنة عسكرية في مدينة ميكولاييف بجنوب أوكرانيا، كما ذكر شهود عيان، السبت، 19 مارس/آذار 2022 لوكالة فرانس برس، موضحين أن عمليات الإغاثة مستمرة.
الجندي الأوكراني مكسيم (22 عاماً" والذي كان في موقع الاستهداف قال لوكالة فرانس برس إن "مئتي جندي على الأقل كانوا نائمين في الثكنة". وأضاف: "تم انتشال خمسين جثة على الأقل لكننا لا نعرف كم عدد الذين ما زالوا تحت الأنقاض".
القوات الروسية تسقط مئة قتيل في مدينة ميكولاييف
في حين أوضح يفغينيتش وهو جندي آخر أن الضربات قد تكون أسفرت عن سقوط مئة قتيل، وقال أحد عناصر الإنقاذ لوكالة فرانس برس: "نواصل العد، لكن من المستحيل أن نعرف نظراً لحالة الجثث".
فيما دمر الموقع الكائن في شمال هذه المدينة بالكامل بعد أن أصابته ستة صواريخ صباح الجمعة. ولم تنشر السلطات الأوكرانية أي معلومات عن عدد القتلى.
من جانبه، اكتفى حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم صباح السبت، بالقول في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك إن الروس "نفذوا بشكل جبان ضربات صاروخية ضد جنود نائمين". وأضاف: "ما زالت عملية الإنقاذ جارية".
قصف روسي لجنود أوكرانيين
في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن رئيس بلدية ميكولايف أولكسندر سينكيفيتش أن هذه المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ نحو نصف مليون نسمة قبل الحرب، تعرضت لقصف من منطقة خيرسون المجاورة، الخاضعة للسيطرة الروسية. وقال إن الجيش الروسي هدده بعائلته وأطفاله إن لم يدع القوات الأوكرانية إلى ترك السلاح.
كما أوضح أن "القصف يحدث بسرعة كبيرة، لدرجة أننا لا نستطيع رصده وتشغيل نظام" الإنذار، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لصحيفة "أوكرانيسكا برافدا".
يذكر أن مدينة ميكولاييف والمنطقة المحيطة بها تشهد قتالاً عنيفاً وقصفاً روسياً. وتعد المدينة استراتيجية لأنها آخر حاجز قبل مدينة أوديسا الساحلية.
تجدد الاتهامات الروسية لأمريكا
تزامن القصف الروسي لجنود أوكرانيين مع اتهامات روسية للولايات المتحدة الأمريكية بمنعها الحكومة الأوكرانية من الموافقة على الحد الأدنى من المطالب في المفاوضات القائمة بين موسكو وكييف لإنهاء العملية العسكرية الروسية.
حيث قال وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في كلمة يوم السبت إن بلاده أيدت دائماً حل جميع القضايا دبلوماسياً، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق بعد بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا على اقتراح الرئيس فلاديمير زيلينسكي إطلاق مفاوضات سلام.
لافروف قال كذلك إن مشاركة الوفد الأوكراني في المفاوضات كانت شكلية في البداية لكن لاحقاً "تم تحسين بعض الحوار" وتابع أنه "يشعر دائماً أن الأمريكيين على الأرجح يمسكون بيد الوفد الأوكراني ولا يسمحون له بالموافقة على الحد الأدنى من المطالب". وأكد لافروف أن "العملية لا تزال تمضي قدماً" على الرغم من كل العوائق.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
فيما قُتل ما لا يقل عن 816 مدنياً، وأصيب 1333 آخرون في أوكرانيا منذ بداية الحرب، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فيما قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 3.16 مليون شخص فروا إلى الدول المجاورة.