نقلت وكالة رويترز عن المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي قوله يوم الجمعة 18 مارس/آذار 2022، إن موسكو وكييف "قطعتا نصف الطريق" إلى اتفاق على قضية نزع أسلحة أوكرانيا وإن وجهات نظر الجانبين متفقة في الأغلب على حياد أوكرانيا وتخليها عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك وفق ما نشرته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء
إذ نقلت إنترفاكس عن ميدينسكي قوله إن فريقي المفاوضات يحاولان الاتفاق على إنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا، ويناقشان الفروق الدقيقة المتعلقة بالضمانات الأمنية التي توجب على أوكرانيا ألا تحاول مرة أخرى الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي ورفض عضو وفد المفاوضات الروسي الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى مما دار في المحادثات.
عشرات الآلاف من جنود روسيا يدخلون أوكرانيا
في حين دفعت روسيا بعشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022؛ في محاولة للحد من القدرات العسكرية لجارتها واجتثاث من تصفهم بأنهم قوميون خطيرون في أوكرانيا.
فيما أظهرت القوات الأوكرانية مقاومة شرسة للقوات الروسية وفرض الغرب عقوبات ساحقة على موسكو؛ في محاولة لإرغامها على سحب قواتها.
في السياق ذاته وتزامناً مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة، إن نظام الإمدادات الغذائية في أوكرانيا ينهار مع استمرار الغزو الروسي وتدمير البنية التحتية ونفاد السلع في المتاجر والمستودعات.
ففي إطار محاولات موسكو استعادة زمام المبادرة في حملة متعثرة، أطلقت روسيا صواريخ على مطار بالقرب من لفيف، المدينة التي فر إليها مئات الآلاف كملجأ بعيداً عن ساحات القتال في أوكرانيا.
في الوقت نفسه تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ في محاولة لكبح آلة الحرب الروسية من خلال عزل موسكو عن القوة العظمى التي لم تدن هجومها بعد.
فشل روسيا في إسقاط كييف
لكن بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء الغزو الذي أمر به الرئيس فلاديمير بوتين لإخضاع ما يسميها دولة مصطنعة، لا تزال الحكومة الأوكرانية المنتخبة قائمة ولم تستولِ القوات الروسية على أي من المدن الكبرى.
في حين تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة أثناء قصف مناطق سكنية وتحويلها إلى أنقاض، مما أدى إلى فرار أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ. وتنفي موسكو استهدافها المدنيين فيما تصفها بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاح جارتها.
من جانبها قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث يومي للمخابرات العسكرية: "حققت القوات الروسية تقدماً محدوداً. القوات الأوكرانية حول كييف وميكولايف تواصل إحباط المحاولات الروسية لتطويق المدن".
فيما سُمع دوي ما لا يقل عن ثلاثة انفجارات قرب مطار لفيف صباح الجمعة. وقال رئيس البلدية أندريه سادوفي إن عدة صواريخ أصابت منشأة لصيانة الطائرات ودمرت مباني، لكنها لم تسفر عن إصابات.
حيث تقع المدينة بالقرب من الحدود البولندية على بُعد مئات الأميال من تقدم القوات الروسية. وكانت إحدى الوجهات الرئيسية للأوكرانيين الذين أجبروا على الفرار من مناطق القتال.
انهيار سلاسل إمداد الغذاء في أوكرانيا
من جانبه قال جاكوب كيرن منسق الطوارئ المعني بالأزمة الأوكرانية ببرنامج الأغذية العالمي: "سلسلة إمداد الغذاء في أوكرانيا تنهار. حركة السلع تتباطأ بفعل انعدام الأمن وعزوف السائقين".
من جانبه، يشتري برنامج الأغذية العالمي، الذي يمد السكان بالطعام في مناطق الأزمات حول العالم، نحو نصف إمدادات القمح من أوكرانيا. وقال كيرن إن الحرب دفعت بالفعل أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، ويمكن أن تتسبب في "تفاقم الجوع" بالبلدان الفقيرة في أنحاء العالم.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.