تلعب مدينة ميكولايف الأوكرانية دوراً مهماً في إبطاء الهجوم الروسي على مدينة أوديسا الساحلية القريبة منها، والتي تعد شريان حياة للاقتصاد الأوكراني وأحد أكبر موانئ البحر الأسود، بحسب صحيفة Washington Post.
تلعب ميكولايف هذا الدور رغم قلة عدد سكانها، والذين لا يتجاوزون 500 ألف نسمة.
كما هُزمت بعض القوات الروسية على تخوم المدينة، وهي موجودة حالياً في مدينة خيرسون الأوكرانية، على بعد 64 كيلومتراً نحو الجنوب الشرقي، بحسب ما صرَّح به حاكم ميكولايف، فيتالي كيم.
محاولات روسية لدخول ميكولايف
رغم أن القوات الروسية قصفت المدينة، بما في ذلك مساكن المدنيين، مرات متعددة، فإنها عجزت حتى الآن عن الدخول إلى المدينة، بحسب تصريحات حاكمها.
وأضاف حاكم الولاية أن القوات الروسية التي أُرسلت لاقتحام المدينة ظنت مخطئةً أن اقتحام المدينة سيكون سهلاً، لعدم وجود حضور عسكري كافٍ للتصدي للقوات الروسية.
لكن، وحسب حاكم المدينة، أثبتت المدينة وسكانها عكس ذلك، واستطاعوا حتى الآن صد القوات الروسية عن مدينتهم.
رمز وطني من ميكولايف
أصبح حاكم المدينة كيم رمزاً لمقاومة المدينة، وشخصية بارزة فيها، بعد استخدامه لرسائل الفيديوهات المؤثرة، والمشابهة لرسائل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي من العاصمة كييف.
إذ يخاطب كيم مواطني مدينته متفائلاً بالنصر على القوات الروسية، ومستعيناً بتحديثات قصيرة ينشرها عبر قناته على تطبيق تلغرام، والتي تضم أكثر من 700 ألف مشترك، أي أكثر من عدد سكان المدينة.
لاقت طبيعة كيم المتفائلة في مواجهة الهجوم على المدينة تأثيراً واسع النطاق لدى الأوكرانيين، وحولته إلى شخصية مشهورة.
مَشَاهد من المدينة
اعتادت مدينة ميكولايف على الحرب، مثل الكثير من المدن الأوكرانية الأخرى، وأصبح تنظيم الحركة عبر جسورها موكلاً لنقاط تفتيش، وفي حال تمكن الجيش الروسي من اقتحام المدينة فإن هذه الجسور قد تفجر لمنع أي تقدم إضافي.
وتنتشر في بعض أجزاء المدينة آثار على القتال الذي وقع فيها، مثل حطام واجهات زجاجية لبعض متاجر المدينة، وبقايا احتراق بعض المباني.
أما حديقة الحيوانات المحلية، التي تضم أكبر عدد من الحيوانات من بين حدائق أوكرانيا، فقد سقطت على أراضيها 4 مقذوفات روسية.
لكن مديرها، فولوديمير توبشي، أعلن رفض نقل الحيوانات، واستمرار الحديقة في رعايتها وإطعامها بشكل يومي.
كما أن السلطات الأوكرانية تتهم الجيش الروسي باستخدام قنابل عنقودية، اشتبهت بإطلاقها على المدينة، مهددة بذلك حياة المدنيين فيها.
وتتجهز في المدينة ميليشيات مزودة بزجاجات "المولوتوف"، متوعدين القوات الروسية بـ"ملاقاة الجحيم في ميكولايف"، مع تجهيز طرق ميكولايف لقتال شوارع محتمل داخلها، في حال استطاعت القوات الروسية دخول المدينة.