الهند تقدم طوق نجاة لروسيا! ستشتري نفط موسكو بسعر مخفَّض للغاية لتجاوز العقوبات الغربية بسبب الحرب

من المرتقب أن تقدم الهند على إنقاذ روسيا، عن طريق قبول عرض لشراء النفط الخام والسلع الأخرى بسعر مخفض برغم محاولات الغرب لعزل موسكو عن طريق العقوبات.

إذ تستورد الهند 80% من إجمالي احتياجاتها النفطية، وتستورد في المعتاد 1% من روسيا. ولكن مع ارتفاع الأسعار في عام 2022 بما يصل إلى 40%، تتطلع الحكومة إلى زيادة هذه النسبة إذا كانت قادرة على خفض فاتورة الطاقة الآخذة في الارتفاع، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة "lemonde" الفرنسية يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022.

روسيا تعرض النفط بخصومات كبيرة 

من جانبه، قال مسؤول حكومي هندي: "روسيا تعرض النفط والسلع الأخرى بخصم كبير. سوف نسعد بالحصول على ذلك". ورفض المسؤول الحكومي توضيح كمية النفط المعروضة وقيمة الخصم الذي ستحصل عليه بلاده.

المسؤول الهندي كذلك قال إن مثل هذه العملية التجارية تطلبت أعمالاً تحضيرية، بما في ذلك النقل والتغطية التأمينية والحصول على المزيج المناسب من الخام، ولكن بمجرد إتمام كل هذه الأمور سوف تقبل الهند العرض الروسي.

كانت العراق المُورِّد الأكبر للنفط الخام إلى الهند في 2021، إذ إنها مسؤولة عن 25% من إجمالي واردات النفط الخام الخاصة بالهند.

كذلك كانت السعودية والإمارات ونيجيريا والولايات المتحدة من الموردين الرئيسيين للبلاد، إذ تصل نسبة الواردات من كل منها على التوالي إلى 16% و11% و8% 

و7%.

طوق نجاة لروسيا

في المقابل تعد الهند أحدث دولة تقدم طوق نجاة إلى روسيا لخرق العقوبات، في الوقت الذي تدخل الحرب التي تشنها روسيا أسبوعها الثالث، بعد أن رفعت الصين القيود على واردات القمح في نهاية فبراير/شباط 2022 . فقد فرضت سابقاً قيوداً على الواردات في خضم المخاوف من الإجراءات التي تتخذها روسيا لمنع أمراض النباتات، ولا سيما في المحاصيل الزراعية.

في حين لم تدِن بكين ولا نيودلهي الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، وكلتا الدولتين امتنعت عن التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يدين الهجوم الروسي في الشهر الماضي.

كذلك تحاول كلتا الحكومتين تجاوز موقف دبلوماسي صعب من أجل المحافظة على علاقاتها التجارية الحيوية مع روسيا، التي تواجه الآن مصاعب اقتصادية خطيرة بعد استهدافها عن طريق العقوبات.

في غضون ذلك، سوف ترسل المملكة المتحدة إلى الهند- وهي دولة لديها برنامجها الفضائي الخاص- مساعدات بقيمة 55.3 مليون إسترليني (حوالي 72.12 مليون دولار) في العام المالي 2021/2022، بعد أن كانت 41.5 مليون إسترليني (54.12 مليون دولار) في العام المالي 2020/2021.

مطالب أمريكية بابتعاد الهند عن روسيا

على الجانب الآخر قال المسؤولون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة إنهم يريدون أن تبعد الهند نفسها عن روسيا بقدر الإمكان. فيما قال شخص داخل دوائر الأجهزة الأمنية الهندية إن الغرب يستوعب موقف الهند، في ظل احتياجها إلى تسليح نفسها جيداً في خضم النزاعات الإقليمية المحتدمة مع الصين.

كذلك فقد أفادت وكالة Reuters بأن مسؤولي الهند يحاولون تأسيس آلية مع روسيا تعتمد على الروبية الهندية والروبل الروسي من أجل مواصلة التجارة الثنائية، وبعيداً عن النفط، تتطلع الهند كذلك للحصول على سماد أرخص من روسيا وحليفتها بيلاروسيا، وذلك وفقاً لأحد المسؤولين في الهند.

الذهاب إلى موردين آخرين 

في حين أوضح مسؤولو الهند أنهم لا يستطيعون أن يستبدلوا فجأة موردين آخرين بروسيا، ولا سيما في قطاع الدفاع.

من جانبهم، رفض مسؤولو الولايات المتحدة أن يقولوا ما إذا كانت الهند ستخضع لعقوبات أم لا في حال شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400، في إطار اتفاق بقيمة 5.5 مليار دولار وُقع في 2018 من أجل الحصول على خمس منها.

يذكر أنه ومنذ عام 2011، خفضت نيودلهي وارداتها الدفاعية من روسيا بنسبة 53%.

في السياق ذاته قال بالا فينكاتيش فارما، السفير الهندي السابق لدى موسكو، إن بلاده لا يجب أن يُتوقع منها أن تدفع ثمن مواجهة بين القوى العالمية. وأضاف في ندوة عُقدت الإثنين 14 مارس/آذار 2022 على الإنترنت: "ليس هذا قتالاً نحن الذين صنعناه".