كشفت مجلة "فورتشن" الأمريكية المعنية بالاقتصاد والمال، في تقرير نشرته الجمعة 4 مارس/آذار 2022، أنه رغم نزوح ما يقارب مليون شخص من أوكرانيا بسبب الهجوم الروسي، فإن هناك هجرة مضادة من أوكرانيين إلى بلادهم؛ لمواجهة القوات الروسية.
المجلة قالت إن 80 ألف أوكراني عادوا من بلدان أوروبية، حيث استقروا فيها منذ سنوات مع عائلاتهم ويعملون في البناء، ويعملون كذلك عمال مستودعات وسائقي شاحنات، وذلك من أجل القتال ضد قوات روسيا والدفاع عن بلادهم.
عودة آلاف الأوكرانيين لبلادهم
من جانبها قالت دائرة حرس الحدود الأوكرانية إن ما يقرب من 80 ألفاً قاموا بالعودة إلى الوطن منذ بدء الهجوم الذي أمر به الكرملين في 24 فبراير/شباط 2022، وأضافت أن العائدين عادوا للانضمام إلى الجيش أو قوات الدفاع الإقليمية، حيث تواجه مدن البلاد وابلاً من القصف الروسي.
إذ قال سيرجي لونجا، الذي عمل لمدة ثلاث سنوات بمستودع خارج براغ، إنه في طريقه إلى منزله بغرب أوكرانيا بالقرب من الحدود مع رومانيا، مشدداً على أن صاحب العمل الذي يعمل فيه، في البلدة الأوروبية، لم يرفض ووعده باستعادة وظيفته، مهما طال غيابه.
بينما يعرب العديد من أرباب العمل عن تعاطفهم مع رغبة الرجال الأوكرانيين في سن القتال بالعودة، فإن غيابهم سيترك فجوة في دول أوروبا الشرقية، حيث يشكلون جزءاً كبيراً من القوة العاملة، لاسيما في صناعات مثل النقل والبناء.
ففي بولندا، أكبر اقتصاد بأوروبا الشرقية، استقر أكثر من مليون أوكراني بالبلاد على مدار السنوات الثماني منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. شغلوا العديد من الوظائف التي تركها البولنديون الذين غامروا هم أنفسهم بالعمل في أوروبا بعد انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004.
قلق من تصاعد القتال في أوكرانيا
تأتي هذه العودة من جانب آلاف الأوكرانيين إلى بلدانهم، في الوقت الذي أعرب فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عن "قلقه العميق" إزاء تصاعد القتال في أوكرانيا، خاصةً الاشتباكات التي دارت حول محطة زابورجيا للطاقة النووية.
جاء ذلك في كلمة لوكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة التي دعت لها بريطانيا؛ لمناقشة الوضع في محطة زابورجيا.
قالت ديكارلو: "الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء تصاعد القتال في جميع أنحاء أوكرانيا (..) لقد عبَر أكثر من مليون أوكراني بالفعل حدود بلدهم وتم الترحيب بهم من قبل جيرانهم الأوروبيين".
كما أضافت أن غوتيريش "تابع بقلق بالغ، التقارير التي تتحدث عن قتال عنيف حول محطة زابورجيا، ونتفهم أن الحريق أثّر على منشأة تدريب وليس على نظام التبريد أو مركز الطاقة".
يذكر أنه في وقت سابق من الجمعة، أكدت شركة "إنيرهواتوم" المشغلة للمحطة النووية الأوكرانية، أنه لم يتم تسجيل تغييرات في مستويات الإشعاع إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي على المحطة، فيما قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، إن المبنى الذي أصابته قذيفة روسية "لم يكن جزءاً من المفاعل النووي".
كما اعتبرت ديكارلو أن "العمليات العسكرية حول المواقع النووية وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية عديمة المسؤولية إلى حد كبير". ودعت إلى ضرورة "عمل جميع الأطراف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء إطار مناسب يضمن التشغيل الآمن والموثوق لمحطات الطاقة النووية في أوكرانيا"، مطالبة بإقامة ممر عاجل وآمن لموظفي الوكالة إذا احتاجوا للسفر إلى أوكرانيا.
يذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.