قالت وكالة Associated Press الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 9 فبراير/شباط 2022، إنه تمت تعبئة مصحفٍ نادر من مجلدين، كان مملوكاً للرئيس الأمريكي الأسبق توماس جيفرسون، بكل عناية استعداداً لرحلة عودته جواً إلى أمريكا، وذلك بعد ظهوره في معرض إكسبو 2020 بدبي.
إذ كان المصحف معروضاً إلى جوار خريطةٍ ملحقة لشبه الجزيرة العربية في غرفةٍ محكومة الحرارة داخل جناح الولايات المتحدة بالمعرض. وخضع المصحف لحراسةٍ على مدار الساعة في رحلته الأولى خارج الولايات المتحدة منذ أن اشتراه جيفرسون الشاب، حين كان طالب قانون في عام 1765.
اقرأ أيضاً
مصحف أثري أمريكي يظهر في دبي
بعد حفلٍ قصير والرد على أسئلة الصحفيين، قامت ياسمين خان من مكتبة الكونغرس، بالتقاط المجلدات ببطء ووضعت في صناديقها الخاصة. وكانت ياسمين، رئيسة قسم حفظ الأوراق بالمكتبة، قد أفادت لوكالة Associated Press الأمريكية من قبل بأنها ستسافر مع المصحف الأثري عائدةً إلى أمريكا؛ حتى توفر له العناية الخاصة، لأنه "نادرٌ ورقيقٌ للغاية".
حيث قالت إنّ "الرئيس الثالث للولايات المتحدة قد حصل عليه، لأنه كتابٌ قيّم ويحمل معارف قيمة احتاج إليها هو وزملاؤه من أجل صياغة شكل حقوق وحريات الشعب الأمريكي كما تعرفونها اليوم".
في حين قام المسؤولون عن نقل المصحف والخريطة بوضعهمما داخل صندوقٍ خشبي كبير له "بطانة بطول 10 سنتيمترات، مع صوانٍ مصنوعة خصوصاً ببطانةٍ إضافية، إلى جانب جهاز استشعار يرصد الاهتزازات والتغيير في درجات الحرارة" بحسب المكتبة.
يُذكر أن المصحف قد وصل داخل صندوقٍ مماثل إلى دبي، مدينة ناطحات السحاب الواقعة بالجزيرة العربية والتي لم يرد ذكرها في خريطة جيفرسون نفسها.
اقرأ أيضاً
استخدام القرآن في أثناء الإعداد لإعلان الاستقلال الأمريكي
فيما يُعتبر المصحف، المؤلف من مجلدين، هو الطبعة الثانية من ترجمةٍ لجورج سيل عام 1734. وقد نُشِرَت نسخة جيفرسون في لندن عام 1764، قبل أن تصل إلى أمريكا ليشتريها جيفرسون في ويليامسبورغ، وفقاً للمكتبة.
كما يعتقد المؤرخون أن جيفرسون استخدم القرآن، وغيره من الكتب الدينية والسياسية الكبرى عالمياً، في أثناء إعداده إعلان الاستقلال والدستور الأمريكييَّن، وهي الدعائم الأساسية للديمقراطية الأمريكية.
تأتي عودة المصحف مع اقتراب نهاية معرض إكسبو الذي يدوم لستة أشهر في 31 مارس/آذار2022. وكان المنظمون يأملون حضور 25 مليون زائر، لكن جائحة فيروس كورونا والتحديات الأخرى كان لها تأثيرها على الحدث. ويقول منظمو المعرض إنّهم استقبلوا حتى الآن 11 مليون زيارة فعلية في الموقع، بينما تعرض إكسبو لبعض الانتقادات، بسبب معاملة العاملين في الموقع.
نسخة مترجمة من القرآن الكريم
فيما قال موقع "إرم نيوز"، إن "مصحف جيفرسون" أو نسخة توماس جيفرسون المترجمة من القرآن الكريم؛ أحد أهم مقتنيات مكتبة الكونغرس الأمريكية، وهو يتألف من مجلدين، ويُعرف تاريخياً بأنه الطبعة الثانية لترجمة المستشرق البريطاني جورج سيل، الصادرة في لندن عام 1764.
كذلك، قال إن النسخة المترجمة من القرآن الكريم والتي اقتناها توماس جيفرسون، كانت تعد من بين الكتب الأكثر مبيعاً في القرن الثامن عشر، وتعدّ ترجمة لمعاني القرآن، وليس ترجمة حرفية للآيات.
كما يُقال إن الفيلسوف الفرنسي فولتير استند إليها في مقالاته عن الإسلام والنبي محمد، فيما بقيت هي الترجمة الإنجليزية الوحيدة للقرآن حتى أواخر القرن التاسع عشر.
فيما يقول المؤرخون إن توماس جيفرسون ثالث رؤساء الولايات المتحدة، اقتنى هذه النسخة المترجمة من المصحف حين كان طالب حقوق في الثانية والعشرين من عمره سنة 1765، أي قبل 11 عاماً من كتابته إعلان الاستقلال.
في السياق ذاته قال "إرم نيوز"، إنه رغم وجود "مصحف جيفرسون" في مكتبة الكونعرس وعليه أحرف اسمه الأولى على إحدى الصفحات، ترجح دراسات أن هذه كانت النسخة الثانية التي اشتراها من لندن، بعد أن دمر حريقٌ كتبه وأوراقه في العام 1770، حيث أعاد شراء مئات الكتب النادرة، ثم تبرع بمكتبته للحكومة الأمريكية في 1815، وكانت وقتها أكبر مكتبة خاصة في الولايات المتحدة، وحوت 6700 كتاب.
كذلك وفي عام 2018، تم تسليط الضوء على هذا الكتاب النادر، فحين انتُخبت الأمريكية من أصل فلسطيني رشيدة طليب نائبة في الكونغرس، أدت اليمين عليه، وكذلك كيث أليسون أول مسلم يُنتخب في الكونغرس عام 2006.