قال متحدث وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الجمعة 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، إنَّ حلف شمال الأطلسي "الناتو" مستعد لإجراء حوار هادف مع روسيا، وللوقوف موحداً؛ لردع مزيد من العدوان على أوكرانيا.
أوضح برايس في بيان نشره موقع الخارجية، أن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ، حول المشاركة المقبلة، مع موسكو في مجلس "الناتو-روسيا"، وحوار الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا.
استعداد الناتو للحوار مع روسيا
أعرب ستولتنبرغ عن استعداد الحلف لإجراء حوار هادف مع روسيا، بينما يقف موحداً؛ لردع مزيد من العدوان على أوكرانيا، بحسب البيان نفسه.
مؤخراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشدها قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنِّها هجوماً" على أوكرانيا.
من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا.
أما في 12 يناير/كانون الثاني 2022، فسيعقد الناتو اجتماع "مجلس روسيا-الناتو"، بحضور قادة أركان جيوش دول الحلف، في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
توتر العلاقات بين الناتو وروسيا
تشهد العلاقات بين الناتو وروسيا تراجعاً لأدنى مستوى منذ الحرب الباردة، بسبب توتر العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يأتي ذلك تزامناً مع ما أعلنه البيت الأبيض من أن الرئيس جو بايدن دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى الحد من التوتر حول أوكرانيا، وأكد أن "أي تقدُّم ملموس لا يمكن تحقيقه إلا في ظل التهدئة".
قال البيت الأبيض عقب محادثة هاتفية بين الرئيسين، جرت الخميس: "دعا الرئيس بايدن روسيا إلى التهدئة حول أوكرانيا، وأعرب عن دعمه للجهود الدبلوماسية التي ستنطلق مطلع العام المقبل، بحوار ثنائي حول الاستقرار الاستراتيجي" في أوروبا.
تابع: "أكد بايدن أن التقدم الجوهري على مساري روسيا والناتو، وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لا يمكن تحقيقه إلا في ظل التهدئة لا التصعيد".
الرد بشكل حاسم على روسيا
لفت إلى أن "بايدن أوضح أيضاً أن واشنطن وحلفاءها وشركاءها سيردون بشكل حاسم في حال أقدمت روسيا على خطوات تصعيدية واجتاحت أوكرانيا".
يشار إلى أن تلك المحادثات الهاتفية أجريت بناءً على طلب من موسكو، التي تدعو الدول الغربية إلى تقديم ضمانات أمنية، وقبل كل شيء عدم توسُّع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً، ووضع حد للنشاطات العسكرية الغربية في محيط روسيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو دائرة نفوذ لها.
عُقدت المباحثات بينما تقترب المحادثات الأمريكية-الروسية، في 10 يناير/كانون الثاني المقبل في جنيف، وتشدد موسكو على أن أولويتها هي التفاوض بشأن معاهدتين تعيدان تحديد التوازن الأمني وهيكلية الأمن في أوروبا.
عدم توسع الناتو
في السياق ذاته أكد الكرملين ضرورة أن تثمر المفاوضات مع واشنطن ضمانات بعدم توسع الناتو شرقاً، لافتاً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، حذّر نظيره الأمريكي جو بايدن، من مغبة فرض عقوبات على موسكو.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الكرملين في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين بوتين وبايدن، الخميس، أوضح أن المباحثات "كانت مفيدة للطرفين".
جاء في بيان الكرملين أن "الموضوع الرئيس للمحادثات كان تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاتصال عبر الفيديو في الـ7 من ديسمبر/كانون الأول 2021، لإطلاق المفاوضات حول تقديم ضمانات أمنية لروسيا ملزمة قانونياً".
تابع البيان موضحاً، أن "فلاديمير بوتين قدم توضيحاً مفصلاً للمواقف الثابتة التي يقوم على أساسها المشروعان الروسيان للمعاهدة مع الولايات المتحدة والاتفاقية مع الدول الأعضاء في حلف (شمال الأطلسي) الناتو".
أضاف أنه "جرى تأكيد أن نتيجة العمل المشترك يجب أن تكون ضمانات قانونية ثابتة تستبعد توسع الناتو شرقاً ونشر الأسلحة بالقرب من الحدود الروسية. وتم التشديد على أن أمن كل دولة على حدة لا يمكن ضمانه إلا على أساس الالتزام الصارم بمبدأ عدم تجزئة الأمن".
أشار إلى أن الجانبين أعربا عن استعدادهما "لحوار جدّي ذي مضمون حول القضايا المذكورة".
لفت إلى أن "بايدن أكد المسؤولية الخاصة لروسيا والولايات المتحدة عن ضمان الأمن في أوروبا والعالم، وعدم وجود أي نية لدى واشنطن لنشر أسلحة هجومية على أراضي أوكرانيا".
فيما أكد الكرملين أن الجانب الروسي لفت كذلك إلى أن "خيار العقوبات واسعة النطاق ضد روسيا في حال التصعيد حول أوكرانيا سيكون خطأً كبيراً يهدد بقطع العلاقات الروسية الأمريكية بشكل كامل".