قال مصدران مطلعان، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، إن المسؤولين الأمريكيين وافقوا على طلبات ترخيص بمئات الملايين من الدولارات لشركة هواوي الصينية للاتصالات، المدرجة في قائمة سوداء، لشراء رقائق من أجل نشاطها المتنامي في مكونات السيارات.
إذ تخصع هواوي، أكبر مصنّع لمعدات الاتصالات في العالم، لقيود تجارية فرضتها إدارة ترامب على بيع الرقائق والمكونات الأخرى المستخدمة في معدات الشبكات والهواتف الذكية. وعززت إدارة بايدن النهج المتشدد حيال الصادرات إلى هواوي، ورفضت تراخيص لبيع الرقائق إلى هواوي لاستخدامها في أو مع أجهزة الجيل الخامس.
تراخيص جديدة لـ"هواوي"
لكن في الأسابيع والأشهر الأخيرة، قالت مصادر مطلعة لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة منحت تراخيص تسمح للموردين ببيع الرقائق إلى هواوي لمكونات المركبات مثل شاشات الفيديو وأجهزة الاستشعار. وتأتي الموافقات في الوقت الذي توجه فيه هواوي أعمالها نحو العناصر الأقل عرضة للحظر التجاري الأمريكي.
لم يلقَ هذا القرار استحساناً من الجميع. فقد قال السيناتور الجمهوري توم كوتون، وهو منتقد قوي لـ"هواوي" بالسابق، في بيان: "من غير المقبول أن تخفف إدارة بايدن حملة الضغط على شركات صينية للتجسس مثل هواوي".
في المقابل ورداً على تقرير رويترز، وصف السيناتور ماركو روبيو هذه الخطوة بأنها "مثال آخر على فشل الرئيس بايدن في حماية الأمن الاقتصادي والوطني لأمريكا". وقال إن هواوي لها تاريخ طويل في تصدير "الاستبداد الرقمي" لبكين، وحث إدارة بايدن على زيادة العقوبات والقيود على هواوي وشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى "بدلاً من تقديم إعفاءات".
معدات معقدة
من ناحية أخرى لا تعتبر رقائق السيارات بشكل عام من المعدات المعقدة، وهو ما يجعل الموافقة أكثر سهولة. وقال مصدر مقرب من موافقات الترخيص، إن الحكومة تمنح تراخيص لرقائق في المركبات التي قد تحتوي على مكونات أخرى بإمكانات الجيل الخامس.
لكن وعند سؤاله عن تراخيص السيارات، قال متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية إن الحكومة تواصل تطبيق سياسات الترخيص باستمرار "لتقييد وصول هواوي إلى السلع أو البرامج أو التكنولوجيا للأنشطة التي قد تضر بالأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح السياسة الخارجية".
أضاف المصدر أن من المحظور على وزارة التجارة الكشف عن موافقات الترخيص أو رفضها.
في المقابل رفضت متحدثة باسم هواوي التعليق على التراخيص، لكنها قالت: "نضع أنفسنا كمزود جديد لمكونات المركبات المتصلة الذكية، وهدفنا هو مساعدة صناع المعدات الأصلية للسيارات على بناء سيارات أفضل".
من جانبه قال كورديل هال الذي كان مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة التجارة بإدارة ترامب وساعد في صياغة سياسات الولايات المتحدة بشأن الصادرات إلى الصين: "إذا كان منتجاً سلعياً حقاً، فأعتقد أننا نرغب في أن تحصل الشركات الغربية والحليفة على ذلك الربح… بالحديث عن هذه الحالة وحدها، لا أرى خطراً كبيراً (على الأمن القومي)".
جهود كبيرة
كذلك وتحت ذريعة تهديدات للأمن القومي الأمريكي ومصالح السياسة الخارجية، بذلت الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لإبطاء نمو أعمال هواوي الرئيسية المرتبطة بالاتصالات.
فبعد وضع هواوي في القائمة السوداء التجارية لوزارة التجارة الأمريكية في 2019، والتي حظرت مبيعات السلع والتكنولوجيا الأمريكية إلى الشركة بدون تراخيص خاصة، شددت الولايات المتحدة، العام الماضي، قيوداً للحد من بيع الرقائق المصنوعة في الخارج بمعدات أمريكية. كما قامت بحملة لجعل الحلفاء يستبعدون هواوي من شبكات الجيل الخامس الخاصة بهم، بسبب مخاوف التجسس. وتنفي هواوي هذه المزاعم.
يُذكر أن هواوي أعلنت عن أكبر انخفاض في الإيرادات على الإطلاق بالنصف الأول من 2021، بعد أن دفعتها القيود الأمريكية إلى بيع جزء كبير من أنشطة الهواتف المحمولة التي كانت مهيمنة عليها في السابق وقبل وصول مجالات نمو جديدة للنضج الكامل.
في سياق متصل وتأكيداً للتحول إلى السيارات الذكية، أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة، إريك شو، عن اتفاقيات مع ثلاث شركات صينية مملوكة للدولة، منها مجموعة "بي.إيه.آي.سي"، لتقديم إمدادات إلى "هواوي إنسايد"، وهو نظام تشغيل ذكي للسيارات، بمعرض شنغهاي للسيارات في وقت سابق من العام الجاري.