فرضت السلطات الأفغانية، السبت 24 يوليو/تموز 2021، حظر تجول ليلياً، في 31 من ولايات البلاد، البالغ عددها 34، وذلك بهدف الحد من تحركات مقاتلي حركة طالبان، التي صعدت هجماتها في مناطق عدة في البلاد.
وزارة الداخلية الأفغانية قالت في بيان، إن فرض حظر التجول تُستثنى منه كابول، وبانشير، وننكرهار، موضحة أن قرار الحظر جاء "بهدف الحد من العنف"، ومواجهة تحركات طالبان.
سرى حظر التجول بين العاشرة مساءً والرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (بين الساعة 17,30 و23,30 بتوقيت غرينتش)، كما أوضح أحمد ضياء، نائب الناطق باسم وزارة الداخلية في بيان صوتي منفصل للصحفيين.
حث ضياء السكان على الامتناع عن التنقل في مدنهم وأحيائهم، عقب بدء حظر التجوال ليلاً، حيث تم توجيه وكالات إنفاذ القانون لضمان التقيد بالإجراءات، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
جاء القرار في أعقاب تصاعد هجمات "طالبان" التي أدت إلى سقوط قرابة 200 منطقة في يد الحركة، منذ مايو/أيار الماضي، عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة خروج القوات الأجنبية من أفغانستان.
من جهتها، كثفت القوات الأفغانية هجماتها الجوية والبرية لوقف هجمات "طالبان"، وأعلنت وزارة الدفاع عبر حسابها على تويتر، أمس السبت، مقتل 262 من عناصر "طالبان" وإصابة 176، جراء عمليات عسكرية نفذتها قوات الأمن في عدة ولايات، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
كان هجوم طالبان الشامل قد أدى إلى سيطرة مقاتلي الحركة على معابر حدودية رئيسية وعشرات المقاطعات، وتطويق العديد من عواصم الولايات، منذ أوائل مايو/أيار، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
تزعم طالبان أنها تسيطر حالياً على نصف محافظات أفغانستان البالغ عددها 400 محافظة، لكن السلطات وحركة طالبان على حد سواء تبالغ في مزاعمها التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.
ضربات أمريكية
من جهتها، تواصل القوات الأمريكية تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي الحركة، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جون كيربي، يوم الخميس الفائت، إنه مع احتدام القتال في الأسابيع الأخيرة، اضطر الجيش الأمريكي لشن ضربات جوية لدعم القوات الأفغانية من أجل صد هجمات طالبان، رغم استمرار انسحاب قواتها.
بدوره قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس السبت، إن المهمة الأولى لقوات الأمن الأفغانية هي التأكد من قدرتها على إبطاء قوة زخم طالبان.
يقول خبراء إن غياب الدعم الجوي الأمريكي المنتظم للقوات الأفغانية على الأرض منذ مايو/أيار هو عامل رئيسي وراء خسارتها مساحات شاسعة من الأراضي لصالح طالبان.
من جهتها، حذرت طالبان، مساء الجمعة الماضي، الجيش الأمريكي من شن ضربات جوية، وقالت الحركة في بيان إنه "انتهاك واضح للاتفاق الموقّع، وستكون له عواقب"، في إشارة إلى الاتفاق التاريخي الذي أُبرم بين واشنطن والمتمردين العام الماضي، في ظل إدارة دونالد ترامب، ما مهد الطريق لانسحاب القوات الأجنبية.
كذلك، حذرت طالبان الحكومة الأفغانية من شن أي هجوم، قائلة إن الحركة "ستدافع بقوة عن أراضيها، ولن تبقى في موقف دفاعي إذا أصر العدو على القتال".
يُذكر أن الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية وحركة "طالبان" تصاعدت مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب المقبل، وهو التاريخ الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن.