أعلنت كندا، الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، أنها سمحت بإطلاق أول صندوق استثماري بالعالم لعملة البيتكوين في البورصة، ما يمنح المستثمرين في تجارة التجزئة إمكانية أكبر للوصول إلى هذه العملة الرقمية المزدهرة.
البتكوين تدخل عالم البورصة
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن "لجنة الأوراق المالية في أونتاريو" التي تشرف على بورصة تورونتو، وافقت على إطلاق هذا الصندوق للمؤشرات المتداولة الذي اقترحته شركة "بربوس إينفستمنتس إنك".
من جانبه، قالت متحدث باسم اللجنة، إن الصندوق سيُدرج في البورصة "اعتباراً من الأسبوع المقبل"، تحت شعار "بي تي سي سي".
من جهتها، قالت الشركة إن "هذا الصندوق للمؤشرات المتداولة سيكون الأول في العالم الذي يستثمر مباشرة في عملة البيتكوين"، التي تستند إلى دعم مادي "ما يؤمن للمستثمرين الوصول بسهولة وفاعلية إلى فئة الأصول الناشئة للعملات الإلكترونية من دون المخاطر المرتبطة بمحافظ رقمية".
ستكون منصة "جيميناي تراست" للعملات الرقمية المشرف الفرعي على الصندوق الذي ستديره الكندية "سي آي بي سي ميلون غلوبال سيكيوريتيز".
كانت عملة البيتكوين قد أُطلقت في 2009، ولم تكن قيمتها كبيرة في البداية، وحاولت شركات كندية وأمريكية من دون جدوى في السنوات الأخيرة إطلاق صناديق مماثلة للبيتكوين.
كذلك قدم العديد من تلك الشركات في الأسابيع الأخيرة عروضاً أولية إلى هيئة الأوراق المالية في أونتاريو ولجنة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة، لعمليات إدراج في البورصة.
ازدهار العملات الرقمية
يأتي أول صندوق للبيتكوين بالبورصة بعدما سجلت العملة الرقمية ارتفاعاً كبيراً في قيمتها الأسبوع الماضي، وتجاوزت قيمة الواحدة منها 45 ألف دولار، مدفوعاً بإعلان شركة "تيسلا" لصناعة السيارات الكهربائية عن استثمار كبير بقيمة 1,5 مليار دولار في أول عملة رقمية، مؤكدة أنها تنوي قبول هذه العملة كوسيلة دفع.
صحيفة The Guardian البريطانية، أشارت الأسبوع الماضي إلى أن شعبية الجيل الجديد من العملات الرقمية كانت قد انتشرت على مستوى العالم منذ تفشي جائحة فيروس كورونا، ما يعني أن المستخدمين اعتبروها أيضاً وسيلة للاقتراض في الوقت الذي تحجم فيه البنوك عن إقراض الأموال.
هذه العملات يزداد زخمها أيضاً بفضل بعض المؤثرين حول العالم، فإلى جانب إيلون ماسك، هناك الممثلة جوينيث بالترو، ومغني الراب سنوب دوغ، والملياردير بيل غيتس رئيس شركة مايكروسوفت سابقاً، الذي يدعمون العملات الرقمية.
يُشار إلى أن العملات الرقمية، على عكس الجنيه الإسترليني والدولار واليورو، ليست مدعومة من بنك مركزي يمكنه طباعة النقود لتلبية الطلب المتزايد، ويوجد عدد ثابت من عملات البيتكوين يجري تداولها وتسجيلها في منظومة ليست جزءاً من النظام المصرفي ولا ظاهرة للجهات التنظيمية.
في مؤشر آخر على الاهتمام الكبير بالعملات الرقمية ومستقبلها، تتطلع الصين إلى نشر عملتها الرقمية على مستوى العالم، في خطوة منها لإبعاد العالم عن الدولار، وتنصيب نفسها قوة رئيسية في الأسواق المالية العالمية.
موقع Axios الأمريكي قال إنه إذا تمكنت الصين من تثبيت "اليوان" ليصبح العملة الرقمية المفضلة في العالم، فقد يحل محل الدولار، ويزود الصين بالامتيازات العالمية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.