استطاعت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، القيادة النسائية المشهورة في البلاد، تحقيق مزيد من النجاحات ليُضاف إلى سجل تاريخها الحافل رغم صغر سنها، إذ فازت بفترة ولاية ثانية في البلاد، فيما تستمر سياساتها الذكية في احتواء الجالية المسلمة ودعم حقوق المرأة هناك.
حيث حققت أرديرن، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، نجاحاً في مكافحة وباء كورونا، قادها وحزبها للفوز الساحق في الانتخابات التشريعية لفترة ولاية ثانية، حيث فاز حزب العمال (يسار الوسط) الحاكم في نيوزيلندا بزعامة أرديرن في الانتخابات التشريعية بـ 64 مقعداً من أصل 120 مقعداً في البرلمان.
فيما تعتبر هي المرة الأولى منذ عام 1996 التي يفوز فيها أي حزب بأغلبية واضحة لتشكيل حكومة بمفرده، وقالت أرديرن، رئيسة الوزراء الأربعون في البلاد، لجمهورها المتحمس في مقر إقامتها بأوكلاند، في كلمة على الهواء مباشرة نشرت عبر صفحتها على فيسبوك: "دعونا نستمر في التحرك".
هزيمة يمين الوسط: من جهته، أقر الحزب القومي المعارض من يمين الوسط بالهزيمة بحصوله على 35 مقعداً في البرلمان. ويحتاج أي حزب إلى 61 مقعداً في الهيئة التشريعية ذات الغرفة الواحدة (مجلس النواب) من إجمالي 120 مقعداً لتشكيل حكومة بمفردها.
وفي مارس/آذار 2019، أثارت أرديرن (40 عاماً) الإعجاب بأسلوبها وتعاطفها مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي هزّ نيوزيلندا، بعد قيام رجل مؤمن بتفوق العرق الأبيض بقتل 51 مصلياً في مسجدين بمدينة كرايستشرش الجنوبية.
حيث نجحت رئيسة وزراء نيوزيلندا آنذاك في احتواء الأزمة، لاسيما عقب قرارها فرض قيود على حيازة السلاح، وحثها على ضرورة احتواء خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي.
إذ برزت مع الجريمة التي طالت المسلمين في نيوزيلندا، الشخصية السياسية لأرديرن، بعد أن تعاملت بذكاء سياسي واضح مع الأزمة، ما دفع الكثير من رؤساء العالم وممثلي الجاليات المسلمة حول العالم بالثناء على موقفها السياسي.
تاريخ من النجاحات: جدير بالذكر أن أرديرن، تعتبر أصغر رئيسة حكومة في العالم بعد تولي منصبها وهي في السابعة والثلاثين من عمرها، وتتولى المنصب منذ أكتوبر 2017 بعد أن كانت عضواً في البرلمان لأول مرة عام 2008.
نتيجة لتاريخها من العمل السياسي فقد اكتسبت خبرة واسعة خاصة أنها سبق لها العمل مع هيلين كلارك ثمّ تطوعت للعمل في مدينة نيويورك، قبل أن ترحل إلى بريطانيا من أجل العمل مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، ثم نشاطها السياسي في ويلز.
لكن في عام 2008 استطاعت أرديرن أن تقتنص منصب رئيسة الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي، حيث استطاعت نقل تجربتها لدول كثيرة منها الصين والأردن وبعد دخولها برلمان 2008 كانت أصغر نائبة في التاريخ في نيوزيلندا.
كان لها نشاط داعم لحقوق المرأة حيث شاركت في الحراك النسائي ضد دونالد ترامب حيث كان ذلك سبباً في اتساع شهرتها في البلاد، ما مكنها من الفوز في الانتخابات، حيث استطاعت الفوز بعدما حصلت على 77% من الأصوات. ليتم انتخابها بعد ذلك في منصب نائبة زعيم حزب العمال أوائل 2017 ثم زعيمة للحزب في نهاية العام نفسه.
تولي منصب رئيسة الوزراء: بعد هذا السجل من النجاحات السياسية والحزبية والبرلمانية استطاعت تشكيل حكومة ائتلافية بزعامتها في أكتوبر من عام 2017، حتى جاءها الخبر المفرح، فقد أعلنت في يناير 2018 أنها حامل، ثم حضرت كأول رئيسة وزراء، الجمعية العامة للأمم المتحدة مع طفلتها الرضيعة لتكون ثاني سيدة تنجب أثناء عملها في منصب قيادي حول العالم بعد رئيسة الوزراء السابقة بناظير بوتو وأول سيدة سياسية حول العالم تجلب ابنتها وهي في سن الثلاثة شهور إلى اجتماع الأمم المتحدة أمام الجميع.
وفي منتصف عام 2019 أعلنت الحكومة في نيوزيلندا عن خبر خطوبة جاسيندا أرديرن على المذيع كلارك جايفورد الذي تربطها به علاقة منذ أمد طويل بعد أن عرض عليها الزواج خلال عطلة عيد القيامة، حيث يقدم جايفورد برنامجاً تلفزيونياً عن الصيد ويعتني بابنتهما نيفي تي أروها.
يذكر أن أرديرن تعرضت لموقف حرج هي وصديقها في أكتوبر 2020 حين توجها لأحد المقاهي لتناول الإفطار لكن المطعم اعتذر وتعلل بأن عدد الزبائن وصل إلى الحد الذي تسمح به قواعد التباعد الاجتماعي المفروضة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
حيث ذكرت وسائل إعلام نيوزيلندية أن أرديرن وصديقها كلارك جايفورد توجها للمقهى لتناول الإفطار، في العاصمة ولنغتون لكن في البداية قيل لهما إنه امتلأ بالحد المسموح به من الزبائن. لكن موظفاً في المقهى لحق بهما بعد دقائق قليلة عندما خلت طاولة وتمكنا من العودة.
في حين ألقى جايفورد باللوم على نفسه، وقال في تغريدة له على تويتر: "علي أن أتحمل مسؤولية ذلك فلم أرتّب للأمر وأحجز في أي مكان.. كان من اللطيف جداً منهم أن لحقوا بنا عندما خلت طاولة. خدمة ممتازة".