قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن بلاده سوف ترد بأشد الطرق على مقتل مدرس على يد شاب من أصول شيشانية، فيما أوقفت الشرطة الفرنسية 9 أشخاص على خلفية الاعتداء، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر قضائي.
فيما قتل هذا المعلم الجمعة في منطقة كونفلان-سان-أونورين، على بعد 50 كلم من باريس، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الشرطة، عقب عرضه مؤخراً في الفصل أمام تلامذته رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد. وأوضح مصدر مطّلع على التحقيقات أن المعتدي صرخ "الله أكبر" قبل قتله. في حين فتحت النيابة العامة تحقيقاً في ارتكاب "جريمة مرتبطة بعمل إرهابي" وتشكيل "مجموعة إجرامية إرهابية".
مشتبه في حادث فرنسا: في المقابل، أوضح مصدر قضائي أن بين الموقوفين والدَي تلميذ في مدرسة كونفلان سانت أونورين، حيث كان يعمل المدرس وأشخاص في المحيط غير العائلي للمهاجم. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن مصدر أمني، أن مصالح الشرطة تلقت اتصالاً الساعة 17,00 بتوقيت باريس (15,00 ت غ)، لملاحقة مشتبه به يتجول بمحيط مؤسسة تعليمية في كونفلان-سان-أونورين، على بعد 50 كلم شمال غرب باريس.
في حين عثر عناصر الشرطة على الضحية في المكان، ثم حاولوا على بعد مئتي متر توقيف رجل كان يحمل سلاحاً أبيض ويهددهم، فأطلقوا النار عليه، ما تسبب في إصابته بجروح خطرة أدت إلى مقتله. وقال أحد السكان، ويدعى محمد ع (45 عاماً)، الذي خرج كعادته للتجول، "لا يحصل عادة أي شيء هنا".
ووفق والد أحد التلاميذ الذين تواجدوا في الحصة المدرسية، أثار عرض الرسوم الكاريكاتورية جدلاً حاداً في صفوف أولياء الأمور.
وفتحت النيابة العامة تحقيقاً في ارتكاب "جريمة مرتبطة بعمل إرهابي"، وتشكيل "مجموعة إجرامية إرهابية".
فيما يدرس المحققون تغريدةً نشرها حساب، جرى إقفاله، على موقع تويتر، تُظهر صورة لرأس الضحية. ويحاول المحققون معرفة إن كان المعتدي هو مَن نشرها أو شخص آخر.
رد فعل ماكرون: أرفقت بالصورة رسالة تهديد لماكرون، اعتبرته "زعيم الكفار"، قال ناشرها إنه يريد الانتقام "ممَّن تجرّأ على الاستهزاء بمحمد"، في حين زار ماكرون مكان الاعتداء، حيث وصف الاعتداء بأنه "هجوم إرهابي إسلاموي". ودعا "الأمّة بكاملها" للوقوف إلى جانب المدرسين من أجل "حمايتهم والدفاع عنهم". وأضاف "علينا أن نقف سداً منيعاً، لن يمروا، لن تنتصر الظلامية والعنف المرافق لها".
يأتي هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بآلة حادة نفذه شاب باكستاني يبلغ 25 عاماً أمام المقرّ القديم لـ"شارلي إبدو"، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة. وقال منفذ الاعتداء للمحققين إنّه قام بذلك رداً على إعادة نشر "شارلي إبدو" للرسوم الكاريكاتورية.
في المقابل ندد سياسيون فرنسيون بالاعتداء على المدرس الفرنسي. وقال رئيس منطقة هو-دو-فرانس (شمال) كزافييه برتران إن "الهمجية الإسلاموية طالت أحد رموز جمهوريتنا: المدرسة". وأضاف "عليهم معرفة أننا لن نخضع، لن يمنعونا يوماً من القراءة، والكتابة، والرسم، والتفكير، والتعليم".
إدانة مصرية: من جانبه أدان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية المصري، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- الحادث الإرهابي الذي وقع في باريس مساء الجمعة، بعد أن قام متطرف بقتل مدرس عَرَض على تلامذته صوراً مسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
مؤكداً في بيان له أن هذه الجريمة يرفضها الإسلام رفضاً قاطعاً، وأن هذا العمل الإرهابي ليس هناك ما يبرره، لأن الإسلام دعا إلى حفظ الأنفس. وطالب مفتي الجمهورية الحكومة الفرنسية بعدم تحميل الإسلام والمسلمين نتيجة فعل إجرامي لشخص متطرف يرفضه الإسلام والمسلمين، مؤكداً أن الحكمة تقتضي أن يتم التعامل مع الأمر على أنه جريمة فردية، حتى لا يؤدي ذلك إلى انتشار خطاب الكراهية ضد المسلمين.
في السياق ذاته، أدان "الأزهر الشريف"، في مصر، جريمة قطع رأس مدرس في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، مطالباً بنبذ خطاب الكراهية تجاه الأديان والالتزام بأخلاقها. وقال في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: "الأزهر يدين الحادث الإرهابي في باريس، ويدعو لضرورة التحلي بأخلاق الأديان"، حسب قوله.
كما دعا الأزهر لـ"سَن تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة"، وأعرب عن إدانته لـ"الحادث الإرهابي الذي وقع في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، وأسفر عن قيام شخص متطرف بقتل مدرس وقطع رأسه".
بالإضافة إلى ذلك، فقد طالب الأزهر باحترام المقدسات والرموز الدينية و"الابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان، داعياً إلى ضرورة تبنّي تشريع عالمي يجرّم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة، كما يدعو الجميع إلى التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان التي تؤكد على احترام معتقدات الآخرين"، حسب تعبيره.