أحيا التايلانديون الذكرى الرابعة لوفاة الملك السابق في حفلٍ حضره ابنه، الذي عاد من ألمانيا لمواجهة الاحتجاجات ضد حكمه، حسب ما نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
بينما حذَّر وزير الخارجية الألماني صاحبَ السيادة مها فاجيرالونغكورن، الأسبوع الماضي، من أنه من غير اللائق إدارة السياسات المحلية لبلاده من داخل منتجع تزلُّجٍ على الجليد في بافاريا.
الاحتجاجات في استقبال الملك: فيما ناقضت الضجة التي أحاطت بوصوله الغضب الذي اشتبك به المتظاهرون مع الشرطة أثناء مرور موكبه، في وقتٍ سابق من اليوم.
إذ جرى اعتقال 21 متظاهراً بعد أن قذفوا الطلاء الأزرق على قوات الشرطة التي تحمي الطريق، وصرخوا في سيارة الملك العابرة، قائلين: "افرجوا عن أصدقائنا".
قال المتحدث باسم الحكومة أنوشا بوراباشاي، لوكالة رويترز: "من المحتمل أن المتظاهرين لم يلتزموا بالقانون اليوم، لذا تعيّن على الشرطة التدخل لفرض النظام، ولم تتصرّف بقوةٍ غير متناسبة".
هذا النوع من المعارضة العلنية للملكية ليس له سابقةٌ في تاريخ تايلاند الحديث، كما أنها جاءت في عشية المظاهرات الأخيرة التي جرى التخطيط لها ضد الحكومة.
تُمثِّل الاحتجاجات المتواصلة منذ ثلاثة أشهر، أكبر تحدٍّ منذ سنوات للمؤسسة السياسية التي يُهيمن عليها الجيش والقصر.
إذ يطالب المحتجون بدستورٍ جديد، وعزل رئيس الوزراء برايوت تشان-أوشا الذي كان من زعماء المجلس العسكري السابقين.
انتقاد "قُدسية" العائلة المالكة: كما دعوا أيضاً إلى فرض قيود على سلطات الملكية، ليكسروا بذلك أحد المحرمات القديمة التي تنهى عن انتقاد العائلة الملكية، التي ما يزال كثيرون يُقدسونها.
بينما لم يردَّ القصر الملكي على طلبات التعليق على الاحتجاجات والمطالب بالإصلاح الملكي.
في حين كتب باريت شيراوات، القيادي الطلابي، على تويتر: "هنا يتجلّى قبح الإقطاعية، حيث بإمكان شخصٍ واحد أن يفعل ما يحلو له، في حين يتعيّن على الغالبية القبول به دون شروط".
فيما تصدَّر تويتر في تايلاند وسم (هاشتاغ) يُهين الملك، بأكثر من 1.5 مليون تغريدة.
مع العلم أن عقوبة إهانة الملكية تصل إلى السجن 15 عاماً بموجب قوانين انتهاك الذات الملكية التايلاندية، لكن رئيس الوزراء قال في وقتٍ مُبكّر من العام الجاري، إن الملك طلب عدم استخدام هذه القوانين في الوقت الراهن.
شعبية الملك "صامدة": في علامةٍ على شعبية الملك الصامدة بين كثيرين، استُقبِلَ الملك والملكة بآلاف الابتسامات والتصفيق الحماسي.
إذ تجمَّع آلاف الموالين للملكية؛ من أجل تقديم احترامهم، وحملوا صور الملك الراحل والأزهار، مرتدين الأزياء الصفراء، وهو اللون المرتبط بالملك الراحل.
كما انتقد عديد من الموالين للملكية المحتجين. إذ قال نارونغساك بومسيسا-آرد (67 عاماً): "ربما تعلموا وتربَّوا على أن الملكية لا قيمة لها في البلاد. ولكنني أُريد أن أُذكِّرهم بأن بلادنا ما تزال قائمةً حتى يومنا هذا بفضل هذه المؤسسة القوية".