أصبحت ابنة السيدة الأولى في فرنسا، بريجيت ماكرون، تثير قلق مستشاري الرئيس إيمانويل ماكرون، بسبب ظهورها المتكرر في وسائل الإعلام وحديثها عن علاقاتها بالسلطة، وهو ما يعتبره "الإليزيه" قد يتسبب في إحراج للرئيس ويوجه له اتهامات بالمحسوبية.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية نُشر الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن تيفين، الابنة الصغرى من الزواج الأول لبريجيت ماكرون من أندريه لوي أوزيير، تعمل محاميةً في مرحلة التدريب. وكانت في العاشرة من عمرها حين قابلت ماكرون لأول مرة، الذي كان آنذاك طالباً في السابعة عشرة من العمر بمدرسةٍ بمدينة أميان، شماليّ فرنسا، حيث عملت والدتها مُعلِّمةً.
ما الذي يخيف ماكرون؟ لمَّعت ابنة السيدة الأولى في فرنسا، السيدة بريجيت ماكرون، صورتها العامة في مقابلةٍ مع مجلة Paris Match الفرنسية، لتثير تكهُّناتٍ وقلقاً في الإليزيه بأن لها طموحاً بمسيرةٍ سياسية.
كان ميل تيفين أوزيير للاستيلاء على الأضواء مصدر قلقٍ بالفعل في أروقة السلطة، حيث يشعر معاونو السلطة بالقلق من أنها ستعرِّض زوج والدتها، الرئيس ماكرون، لاتهاماتٍ بالمحسوبية في بلدٍ من شأنه أن ينظر نظرةً قاتمةً إلى نهوض عائلةٍ أشبه بعائلة ترامب في قلب السلطة.
يبدو أن مستشاري الرئيس قد مدَّدوا صبرهم، إذ ظهرت تيفين في حديقتها أمام مُصوِّري Paris Match وأخبرت المجلة الفرنسية بأنها لا تنتوي الإذعان لأوامر الإليزيه، قائلةً: "سوف آخذ قراراتي، ثم أخبرهم لاحقاً".
أضافت تيفين أنها تقابل وزراء الحكومة بصورةٍ منتظمة لكسب دعمهم من أجل مشاريعها، أو لإخبارهم بالسياسات التي تعتقد أنه يجب تطبيقها.
علاقتها بالرئيس الفرنسي: وقعت والدة تيفين في حبِّ ماكرون، الذي يصغرها بـ24 عاماً، وتركت زوجها من أجله.
على عكس ابنته، ابتَعَدَ أوزيير، المصرفي المتقاعد، عن الأضواء بعد طلاقه، وتجنَّب الصحافة بإصرارٍ شديد، حتى أن ما مِن أحدٍ لاحَظَ أنه توفي منذ تسعة أشهر في عمر الـ68 عاماً إلا حين أخبرت تيفين مجلة Paris Match.
إذ قالت إن والدها دُفِنَ وحيداً عشية عيد الميلاد العام، أواخر العام الماضي، وأضافت: "كنت أعشقه. كان مختلفاً، وأراد إخفاء هويته أكثر من أيِّ شيءٍ آخر".
الآن يبدو أنها تركِّز عينيها على السياسة. كانت ناشطةً في حزب "الجمهورية إلى الأمام"، الحزب الحاكم الذي أسَّسَه ماكرون، 42 عاماً، في بلدة كاليه، حيث تعيش مع زوجها وابنيها.
"الشيء الغامض": قالت تيفين إنها لقَّبَت ماكرون باسم "الشيء الغامض" بعدما بدأ مواعدة والدتها، ولا تزال تُطلِق عليه هذا الاسم. وأضافت: "يؤلِمني أن يُصوَّر إيمانويل بأنه رئيسٌ للأغنياء. إنه ليس كذلك".
ألقت اللائمة بشأن سمعته بمحاباة الأغنياء على الفقراء على قيادة حزب الجمهورية إلى الأمام، وقالت: "الناس لا يعرفون ما فعله. أعتقد أن لدينا مشكلةً في شرح ذلك، في توصيل الرسالة إلى المقاطعات، لأن الحركة تُدار في الأغلب من باريس".
على الصعيد المحلي، تُعرَف تيفين بانخراطها في قضايا مثل إغلاق الفصول الدراسية أو الحملة ضد العنف الأسري.
إذ قالت مجلة Paris Match في ملفها المُكوَّن من ثماني صفحات إن أربعة وزراء على الأقل زاروا المنطقة من أجل دعم حملاتها.
ذهبت تيفين الشهر الماضي، سبتمبر/أيلول، إلى باريس لمناقشة قضايا قانونية مع وزير العدل، إريك دوبوند موريتي، وقالت: "تحدَّثنا، من بين أمورٍ أخرى، عن مرافقة الضحايا، وإصلاح السجون، وإعادة دمج السجناء السابقين في المجتمع".