تستمر المعارك الدامية، الإثنين 28 سبتمبر/أيلول 2020، بين أذربيجان والانفصاليين الأرمينيين في ناغورني قره باغ، في حين تخوض منذ الأحد، القوات الانفصالية المدعومة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من أرمينيا، والقوات الأذربيجانية، معارك دموية هي الأعنف في المنطقة منذ عام 2016.
في حين قُتل 67 شخصاً على الأقل، وفق حصائل غير مكتملة بعد للمعارك. من جانبها تطالب أذربيجان، البلد الناطق بلغة من عائلة اللغات التركية وذو الغالبية الشيعية، بإعادة منطقة ناغورني قره باغ إلى سيطرتها، وهي مقاطعة جبلية تقطنها غالبية من الأرمن المسيحيين، لم يعترف المجتمع الدولي بانفصالها عام 1991 عن أذربيجان.
حرب مفتوحة بين الطرفين: ومن شأن أي حرب مفتوحة بين يريفان وباكو تعزيز عدم الاستقرار في جنوب القوقاز، لا سيما في حال تدخلت كل من القوتين الإقليميتين، روسيا وتركيا، بالنزاع.
في غضون ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، أرمينيا إلى وضع حد لما وصفه بـ"احتلال ناغورني قره باغ". وقال أردوغان: "ستواصل تركيا الوقوف إلى جانب البلد الشقيق والصديق أذربيجان من كل قلبنا وبكل الوسائل"، مشجعاً باكو على "الإمساك بزمام الأمور"، وفق تقرير فرانس برس، الإثنين 28 سبتمبر/أيلول 2020.
كما دعت تركيا جميع القوى الإقليمية والدولية الأخرى، روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وفرنسا وإيران والاتحاد الأوروبي، إلى وقف فوري لإطلاق النار.
تنديد أرميني: من جانبهما تندد أرمينيا وناغورني قره باغ بـ"تدخُّل" تركي، متهمتين أنقرة بتوفير السلاح و"خبراء عسكريين" وطيارين وطائرات مسيَّرة لباكو. وأكدت يريفان أيضاً أن أنقرة أرسلت آلاف "المرتزقة" من سوريا إلى المنطقة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تركيا نقلت أكثر من 300 مقاتل من الأراضي السورية إلى ناغورني قره باغ. ورفضت وزارة الدفاع الأذربيجانية تلك الاتهامات، مؤكدةً أن "مرتزقة من الإثنية الأرمنية" من الشرق الأوسط يقاتلون إلى جانب الانفصاليين.
بدوره أعلن متحدث باسم الخارجية الأوروبية، أن "أي تدخُّل في هذا النزاع ليس مقبولاً"، معتبراً أنَّ تصاعده "مثير جداً للقلق".
في حين أقرت وزارة الدفاع بمنطقة ناغورني قره باغ الانفصالية، منذ الأحد، بمقتل 58 مسلحاً، 27 منهم قُتلوا الإثنين، ومدنيين اثنين. في المقابل لم تنشر أذربيجان من جهتها حصيلة لأي إصابات في صفوف جيشها، لكنها أعلنت مقتل 7 مدنيين.
خسائر كبيرة: وقد تكون الخسائر الفعلية أكبر بكثير، حيث يؤكد كل طرف أنه ألحق مئات الخسائر العسكرية بالطرف الآخر. ونشرت سلطات ناغورني قره باغ مقاطع فيديو لجثث رجال بزيٍّ عسكري، وجوههم غير واضحة، قالت إنهم عسكريون أذريون قضوا في المعارك.
ميدانياً، الوضع غير واضح، مع تأكيد سلطات ناغورني قره باغ، الإثنين، سيطرتها على مواقع خسرتها في اليوم السابق، فيما تقول أذربيجان إنها حققت تقدماً إضافياً، مستخدمةً الصواريخ والمدفعية والطيران.
وأنفق هذا البلد القوقازي في السنوات الماضية، الكثير على التسلح، معتمداً على عائدات ثروته النفطية. وأعلن اللواء الأذربيجاني مايس بارخوداروف، أن قواته مستعدة للقتال حتى آخر قطرة دم للقضاء على العدو.
فيما تتبادل أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإشعال المواجهات، اذ تقول أذربيجان إنها شنت "عملية مضادة" رداً على "العدوان" الأرميني، مستخدمةً القصف المدفعي والمدرعات والقصف الجوي على الإقليم الانفصالي.