أقام مواطنون صينيون دعوى قضائية ضد سلطات بلادهم في مدينة ووهان زاعمين أنها أخفت أمر الجائحة، وأنها عرفت بحجم خطر الفيروس قبل أسابيع من انتشاره لكن دعواهم جلبت عليهم مشاكل أخرى وعرضتهم للاستجواب، حسب ما ذكرت صحيفة The Independent السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020.
جانغ هاي قال إنه أقام دعوى قضائية لتحقيق العدالة لوالده الذي توفي فجأة بعد التقاطه عدوى كوفيد-19 حين ذهب إلى المستشفى للخضوع لجراحة تقويمية في 23 يناير/كانون الثاني. ورفعت الدعوى في مركز إقليم هوبي منشأ الفيروس الذي أُغلق لأكثر من شهرين، من 23 يناير/كانون الثاني وحتى 8 أبريل/نيسان.
هاي أضاف أن والده اشتد به المرض أكثر وأكثر، وأخضعته المستشفى في نهاية المطاف لاختبار حمضٍ نووي في 29 يناير/كانون الثاني، بعد أسبوع من ظهور أعراضٍ لإصابته بكوفيد-19. وجاءت نتيجة الاختبار إيجابية في 30 يناير/كانون الثاني وتوفي في أول فبراير/شباط.
كما طلب هاي المساعدة من يانغ جانشينغ، الناشط الصيني المقيم بالولايات المتحدة، الذي يساعد الأسر المتأثرة في تكوين فريق قانوني. وقال جانشينغ أنه سرعان ما جمع عبر مجموعة وي تشات أكثر من أربعين شخصاً يطلبون العدالة لأفراد عائلتهم المتوفين بسبب الجائحة لكن قوات الشرطة المحلية سارعت إلى ترهيبهم وتهديدهم لكيلا يشاركوا أي معلومات مهمة على شبكات التواصل ولا يتصلوا بأي محامين ولا يتحدثوا معي.
هاي قال إنه قد خضع لاستجواب الشرطة المحلية عدة مرات، وأزيلت حساباته كلها على مواقع التواصل، لكنه مضى قدماً ورفع دعوى قضائية ضد حكومة مدينة ووهان، وحاكم إقليم هوبي والمستشفى الصيني، طالباً تعويضاً بقيمة مليوني رينمنبي (230 ألف جنيه إسترليني).
لكن بعد أيام من إرسال الوثائق القانونية إلى محكمة ووهان المتوسطة، اتصل موظف بالمحكمة بهاي وأخبره أن المحكمة رفضت دعواه لأنها لا تستوفي معايير إقامة الدعوى.
يذكر هاي أن المحكمة لم تكبد نفسها عناء إرسال نسخة رسمية من إخطار الرفض. وقال لي المحامي إن ذلك السلوك ينتهك القوانين القائمة في الصين.
كما قال هاي إنه رفع دعوى قضائية أخرى أمام محكمة الشعب العليا في هوبي في منتصف أغسطس/آب، لكنه لم يتلق أي رد حتى الآن.
ورفع 4 أشخاص دعاوى ضد حكومة مدينة ووهان وحاكم الإقليم، طالبين تعويضات أيضاً.
إقليم ووهان هو الأسوأ تأثراً بالجائحة في الصين، إذ بلغ عدد الحالات 70 ألف حالة منها 4512 وفاة. وعادت الحياة في ووهان ببطء إلى طبيعتها، في حين ارتفعت الوفيات في أنحاء العالم لتقترب من المليون.