كشف سير باتريك، أرفع جنرال سيبراني بالجيش البريطاني، أن بلاده تمتلك إمكانات وصفها بالقادرة على إضعاف وخلخلة وتدمير البنية التحتية الحيوية للأعداء في أي نزاعٍ سيبراني مستقبلي، وهو ما يعتبر اعترافاً نادراً بالإمكانات الهجومية لتكنولوجيا الاختراق عند جيش المملكة المتحدة.
فيما يرأس الجنرال سير باتريك ساندرز القيادة الاستراتيجية بالمملكة المتحدة، وقد قال إن رئيس الوزراء بوريس جونسون طلب منه أن يضمن أن تكون بريطانيا "قوة سيبرانية رائدة شاملة" قادرة على الدفاع عن نفسها ضد هجمات الاختراق وتنفيذها أيضاً، وفق تقرير نشره موقع صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020.
مزاعم الجيش البريطاني: لكن في حين يزعم الجيش البريطاني أنه يمتلك إمكانات سيبرانية هجومية منذ عقدٍ من الزمان، لم يخضع الأمر لنقاشٍ علني إلا نادراً. وقال ساندرز إن القوات المسلحة البريطانية عملت "بالشراكة مع مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية" على تطوير "إمكانات سيبرانية هجومية".
هذه الإمكانات يمكنها، نظرياً، إضعاف وخلخلة؛ بل تدمير إمكانات وبنية تحتية حيوية عند من يضرون ببريطانيا، تتراوح بين الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية، وذلك بمعزلٍ عن القوة العسكرية التقليدية أو إلى جانبها.
من ناحية أخرى فإن دومينيك كامينغز، كبير مساعدي جونسون، من أنصار التكنولوجيا العسكرية والإنفاق على الحرب السيبرانية، ومن المتوقع أن يكون عنصراً أساسياً في مراجعة وزارة الدفاع الخمسية القادمة، التي ستختتم أعمالها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
تأسيس رسمي: من المحتمل أن يعلن رئيس الوزراء التأسيس الرسمي الذي طال انتظاره للقوة الوطنية السيبرانية، التي سيديرها الجيش بالشراكة مع مكاتب الاتصالات الحكومية، مع أن تأسيس تلك القوة تعطَّل في السابق بسبب النزاع بين السلطتين.
أما الأمثلة المُعترف بها علنياً للهجمات السيبرانية فهي نادرة، والمملكة المتحدة غير راغبة في توضيح ما تعتبره نشاطاً سيبرانياً مشروعاً. فيما أكد ساندرز أن الاختراقات السيبرانية تُجرى "بترتيبات قانونية وأخلاقية صارمة"، لكنه لم يذكر أي أمثلة.
من ناحية أخرى يمكن أن يتضمن إضعاف أو إزالة البنية التحتية الحيوية نظرياً استهداف اتصالات البلد العدو أو الخطوط التليفونية أو شبكات الطاقة في حالة الحرب، لكن ما يُعتبر مشروعاً في غير حالات الحرب أقل وضوحاً.
اختراق ضد داعش: ويُستنتج أن المملكة المتحدة أجرت عملية اختراق ضد داعش في 2017؛ لتحصل على معلومات عن إمكانات متنامية لاستعمال مسيرات مسلحة من جانب الجماعة الإرهابية الإسلامية في الموصل.
حيث تمكنت عملية الاختراق من الحصول على تفاصيل كيفية استعمال المسيرات وشراء الصواريخ وكيف وأين يتدرب مشغلوها، وهو ما مكَّن قوات التحالف المناهضة لـ"داعش" من تدميرها.
فيما تُدار العمليات السيبرانية جزئياً من غرفة تحكم، بالقرب من كورشام القريبة من تشيبنهام، الموقع التاريخي للحصن النووي السري الذي كان من المخطط نقل الحكومة البريطانية له في حالات الطوارئ.
إلى ذلك، فيتراوح مرتكبو عمليات الاختراق الموجهة للحكومة البريطانية من مخترقين شباب إلى دول معادية من بينها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، من بين 60 دولة في أنحاء العالم يُعتقد أنها تطور إمكانات حرب سيبرانية.
جدير بالذكر أنه في الأشهر الأخيرة، اتهمت المملكة المتحدة روسيا بمحاولة سرقة أبحاث فيروس كورونا من مختبرات في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، بينما هناك مخاوف في دوائر الاستخبارات من أن الصين مشارِكة بنشاط في نطاقٍ واسع من أعمال الجاسوسية الصناعية.