احتج مئات من أصحاب المطاعم والمقاهي بمدينة مرسيليا الفرنسية جنوبي البلاد، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، على قرار الحكومة المفاجئ إغلاقها؛ إثر ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
فمساء الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول، أعلن وزير الصحة الفرنسي، أوليفر فيران، في خطاب متلفز، إغلاق جميع المطاعم والحانات والمقاهي في منطقة "إيكس-مرسيليا"، إلى جانب إقليم "غوادلوب" خارج البلاد، لمدة أسبوعين ابتداء من السبت.
المدينة غاضبة: إذ نظم المحتجون مظاهرة أمام المحكمة التجارية بالمدينة، ثم انضم إليهم مسؤولون عموميون في المنطقة ومنهم مارتين فاسال، رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة "إيكس مرسيليا"، ورينو موسيلير رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة "بروفانس ألب كوت دازور".
تعليقاً على الإعلان، قالت عمدة "مرسيليا"، ميشال روبيرولا، الخميس 24 سبتمبر/أيلول، إنه لم تتم استشارة المالكين بمدينتها بشأن القرار، "عكس ما ادَّعى (وزير الصحة) أوليفر فيران على مواقع التواصل الاجتماعي".
من جانبه، أعرب برنار مارتي، رئيس اتحاد "UMIH"، أكبر اتحاد لمطاعم ومقاهي وفنادق المنطقة، عن خيبة أمله الكبيرة، قائلاً إنه "غاضب جداً جداً"، بسبب نقص التواصل، وذلك في حديث له لراديو فرنسا الدولي.
وأفاد مارتي بأن لدى سكان مدينته شعوراً بأن باريس تعتبر أنه لا داعي لإبلاغهم بما يحدث بمدينتهم، في إشارة إلى استنكارهم قرار الحكومة المفاجئ.
تحذيرات وزير الصحة: الخميس، حذَّر وزير الصحة في خطابه، الخميس، من أن "الوضع العام مستمر في التدهور، وإذا لم نتخذ إجراءات بسرعة، فإننا نخاطر بالوصول إلى مستويات حرجة في بعض المناطق".
إذ أشار فيران إلى أن مرسيليا وغوادلوب بجزر الأنتيل الفرنسية تعتبران ضمن "منطقة الخطر القصوى" في التصنيفات الحكومية الجديدة.
كما أضاف أن "القيود تنطبق أيضاً على أي مؤسسة تستقبل المواطنين، ولا تلتزم بالبروتوكولات الصحية الصارمة".
قبل أن يتابع قائلاً: "سيتم إغلاق المطاعم والمقاهي والحانات بالعاصمة باريس في الساعة الـ10:00 مساءً بالتوقيت المحلي (20:00 ت.غ)؛ تماشياً مع الإجراءات الجديدة لوزارة الصحة".
ومن المقرر أن يسافر فيران في وقت لاحق من اليوم، إلى مرسيليا؛ لمناقشة الوضع مع آلان جريسيت، الوزير المنتدب لوزير الاقتصاد والمالية ووزير الانتعاش، وأن يلتقي الأخير ممثلي الاتحاد لقطاعي المطاعم والفنادق.
الوضع يزداد سوءاً: وفقاً للإحصاءات الرسمية، تستمر إصابات كورونا في الارتفاع بفرنسا بعد تسجيل 16 ألفاً و96 حالة، الخميس، وهو رقم قياسي جديد للإصابات منذ رفع إجراءات الحجر الصحي.
وبذلك ارتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 497 ألفاً و237 إصابة، وفيما بلغ عدد الوفيات 31 ألفاً و511، بلغ عدد الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات 4 آلاف و258 مريضاً، منهم 718 في العناية المركزة.
هذا الوضع دفع جان كاستيكس، رئيس وزراء فرنسا، إلى التحذير من أن الحكومة قد تضطر إلى إعادة عزل بعض المناطق إذا لم يشهد عدد الإصابات بـ"كوفيد-19″ تحسناً خلال الأسابيع المقبلة، ودافع عن القيود الصارمة التي اتُّخذت الأربعاء.
إذ قال كاستيكس لتلفزيون "فرنسا 2": "إنه سباق مع الوقت… يجب على المواطنين التحلّي باليقظة وتوخي الحذر. وإذا لم نتخذ خطوة، فقد نجد أنفسنا في وضع مشابه لما حدث بالربيع (الماضي)".
وردّاً على سؤال عما إذا كانت فرنسا تتجه نحو فرض إجراءات العزل العام مجدداً، قال كاستيكس إن الحكومة لا ترغب في ذلك، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام الأمر إذا تدهورت الأوضاع.