انطلقت صباح السبت، 12 سبتمبر/أيلول 2020، أول محادثات سلام تاريخية مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، في العاصمة القطرية الدوحة، بغية إنهاء الحرب المستمرة منذ عقود في أفغانستان، وأودت بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.
تأتي هذه المحادثات بعد يوم واحد من ذكرى مرور 19 عاماً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، والتي كانت مبرراً لتدخلها العسكري في أفغانستان.
بدأت مراسم افتتاح المحادثات بحضور وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وقائد قوات حلف الناتو والولايات المتحدة في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووفود تمثل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وتشمل الأطراف الرئيسية في المحادثات رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبدالله عبدالله، وزعيم حركة طالبان الملا عبدالغني برادار، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حسبما أفادت وكالة رويترز.
جو من التصريحات الإيجابية: وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والذي تستضيف بلاده هذه المحادثات المهمة، قال في كلمته مفتتحاً المباحثات: "إن المفاوضات يجب أن تكون على أساس لا غالب ولا مغلوب".
كما أضاف أن على الطرفين "أن يتخذا القرار الحاسم بما يتفق مع التحديات القائمة، وأن يسموا فوق كافة أشكال الفرقة".
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حث في كلمته الأطراف المتحاربة في أفغانستان على انتهاز هذه الفرصة وإبرام اتفاق سلام.
وأشار بومبيو إلى أن "اختيار النظام السياسي المستقبلي أمر يحدده الأفغانيون بالطبع"، إلا أنه "يأمل أن يضمن الحل حقوق جميع المواطنين ويكفل تطور المجتمع، بما في ذلك مشاركة المرأة في الحياة العامة".
عبدالله عبدالله، رئيس مجلس السلام في أفغانستان، عبّر في كلمته عن أمله في "أن يتيح اجتماع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إمكانية إبرام اتفاق سلام لإنهاء صراع دام عقوداً".
وأضاف خلال مراسم الافتتاح "أعتقد أنه إذا مد كل منا يده للآخر وعملنا بصدق من أجل السلام فسوف تنتهي المعاناة الراهنة في البلاد"، معرباً عن شكره لحركة طالبان على استجابتها لصوت الأمة، والمشاركة في محادثات مع فريق التفاوض الحكومي.
على الجانب الآخر، قال رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، عبدالغني برادار، إن "أفغانستان تتطلع لأن تنعم بالسلام والاستقرار، وإنه لا بد أن تكون هناك دولة مستقلة".
لكن برادار أشار في كلمته إلى أن "أفغانستان المستقبل يجب أن تقوم على نظام إسلامي"، كما تراها الحركة.
بدوره، قال ملا محمد داوود، عضو المكتب السياسي لطالبان في قطر، قبيل انطلاق مراسم افتتاح المحادثات، إنه سعيد لبدء المحادثات المباشرة، معبراً عن أمله في أن تؤدي إلى وقف الحرب التي مزقت البلاد منذ عقود.
مفاوضات شائكة: ويحاول طرفا الصراع من خلال المحادثات معالجة القضايا الشائكة؛ بما يشمل شروط وقف إطلاق نار دائم وحقوق المرأة والأقليات ونزع سلاح عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان والميليشيات الموالية للحكومة.
يشار أنه في 29 فبراير/شباط 2020، شهدت العاصمة القطرية الدوحة اتفاقاً بين الولايات المتحدة و"طالبان" يمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
وتعاني أفغانستان حرباً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، في الولايات المتحدة.