كشفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الخميس 10 سبتمبر/أيلول 2020، أن فرنسا وألمانيا تسعيان لاستضافة الأطفال اللاجئين الذين أصبحوا بلا مأوى بعد أن أتى حريق ضخم على مخيم مكتظ بالمهاجرين على جزيرة ميدلي اليونانية هذا الأسبوع.
التصريحات التي أدلت بها المستشارة الألمانية، في احتفال أقيم بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوحيد ألمانيا، قالت فيها: "سألت رئيس الوزراء اليوناني كيف يمكننا المساعدة؟ وكان طلبه هو أن نستضيف الأطفال الذين نُقلوا للبرّ الرئيسي".
تابعت ميركل قائلة: "تواصلنا مع فرنسا. ستشارك ألمانيا وفرنسا".
أردفت ميركل: "الهجرة ليست مشكلة الدول التي يصل إليها الناس… ولا هي مشكلة ألمانيا بل يجب أن تصبح مسؤولية أوروبية".
إلا أن هذا القرار لم تتضح تفاصيله إذا ما كان سيشمل الآباء، فيما أُثيرت تساؤلات سابقة عن مصير هؤلاء الأطفال، وكيف سيعيشون بدون عائلاتهم؟ وهل يتعرض اللاجئون القُصّر في ألمانيا لضغوط تغيير دينهم أو ثقافتهم؟
كيف يتم التعامل مع القصّر في أوروبا؟ ما إن يصل القصر من رعايا البلدان الواقعة خارج الاتحاد الأوروبي، حتى يصبحوا تحت عهدة مكتب الأطفال واليافعين "يوغند أمت"، ويتم إرسالهم إلى أحد المرافق المخصصة لإيواء الأطفال.
ووفقاً لموقع مفوضة الاندماج، يتم خلال الأيام السبعة الأولى، وضع تقييم أوليّ للطفل، كعمره (الذي قد يكون بالفحص الجسدي العادي أو حتى بالفحص بالأشعة) ووضعه الصحي وإمكانية لمّ شمله بأحد أقاربه الذين يعيشون في ألمانيا.
وبعد توزيعه في مكان ما، يتولى مكتب الأطفال واليافعين رعايته (ووضعه في مأوى مناسب) أو لمّ شمله بعائلته أو أقاربه، وتقديم طلب وضع وصيّ له، الذي يبقى وصياً عليه عموماً حتى يصل إلى سن البلوغ. ويكون الوصي عادة أحد موظفي مكتب الأطفال واليافعين أو الأقارب أو المتطوعين، وتقرر محكمة الأسرة عادة هويته، بحسب موقع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
كما لا يُسمح بوضع اللاجئين القصّر في مراكز الاستقبال وفقاً لقانون اللجوء، بل يعيشون غالباً مع الأطفال الألمان والأجانب في مرافق مساعدة اليافعين أو المجمعات السكنية، وأحياناً لدى الأسر الحاضنة، وفقاً لموقع مفوضة الاندماج.
تراجع طلبات اللجوء: وفقاً للرابطة الاتحادية للاجئين القُصّر بدون مرافق، يتراجع عدد طلبات اللجوء التي قدمها الأطفال دون مرافق منذ أعوام، فبعد أن وصل إلى قرابة 36 ألف طلب في عام 206، بلغ العدد في عام 2018 نحو 4087، فيما اقتصر في النصف الأول من العام الماضي على 1511 طلباً فقط.
ورغم افتراض المرء وجود تسهيلات للمّ شمل القصّر بأسرهم سريعاً، لكن في الواقع هناك جدل حتى في ألمانيا حول لمّ شمل عائلة القاصر بدون مرافق الحاصل على حق اللجوء.
إذ تؤكد الخارجية الألمانية أنه ينبغي أن يكون طالب اللجوء قاصراً في وقت البتّ في طلبه لمّ الشمل مع والديه، وهو ما قد يعني أن الوقت قد يضيع عليه بسبب بطء الإجراءات.
حريق المخيم: ويأتي هذا بعد أن اندلع حريق ضخم، فجر الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول 2020، في أكبر مخيم للاجئين في اليونان، الذي يؤوي أكثر من 12 ألف مهاجر على جزيرة ليسبوس، ما أجبر كثيرين منهم على الفرار، في حين تُجري السلطات عملية إنقاذ واسعة النطاق.
وفر آلاف الأشخاص وسط ذعر من الحاويات والخيام إلى حقول الزيتون المجاورة، فيما دمرت النيران القسم الأكبر من هذا المخيم المكتظ، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية أن النيران قد تكون اشتعلت إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم، بعدما تبينت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، أو من المقربين من شخص جاءت نتيجته إيجابية، تفادياً لانتشار الوباء في مخيم موريا المكتظ.