أعادت صحيفة Charlie Hebdo الفرنسية، التي قُتل بعض موظفيها في هجوم عنيف شنه عام 2015، نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، معتبرة ذلك "ضرورة بالتزامن مع محاكمة المتورطين في الهجوم".
وفق تقرير لشبكة ABC News الأمريكية، الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول 2020، فإن هذا النشر يأتي عشية المحاكمة الأولى لهجمات يناير/كانون الثاني عام 2015، التي تعرضت لها صحيفة Charlie Hebdo ومتجر يهودي. وأثارت هذه الهجمات موجة عنف في أوروبا أعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عنها، وأدت إلى مقتل 17 شخصاً -12 منهم في مناصب تحريرية- إلى جانب المهاجمين الثلاثة.
إساءة وتفجيرات: قالت الصحيفة المعروفة بإساءتها المبتذلة في مقال افتتاحي مصاحب للرسوم الكاريكاتورية، إنه رغم رفضها نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ الهجمات، فهي ترى أن إعادة نشرها ضرورية بالتزامن مع بدء المحاكمة.
هذه الرسوم الكاريكاتورية التي أعيد نشرها هذا الأسبوع نشرت لأول مرة عام 2006 في صحيفة Jyllands Posten الدنماركية، وأثارت بعض الاحتجاجات بين المسلمين.
وأعادت صحيفة Charlie Hebdo، التي لا يعرفها كثيرون خارج فرنسا وتسخر بشكل دوري من الرموز الدينية لمختلف الأديان، نشرها بعد ذلك بوقت قصير.
إذ أضرمت النيران في مكاتب الصحيفة في باريس عام 2011، ووضعت قيادتها التحريرية تحت حماية الشرطة، التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
في الذاكرة الفرنسية: وذكر لوران سوريسو، مدير الصحيفة وأحد موظفيها القلائل الذين نجوا من الهجوم، جميع الضحايا بأسمائهم في مقدمة إصدار هذا الأسبوع.
كما كتب سوريسو: "نادرون هم من يتجرأون، بعد خمس سنوات، على معارضة المطالب التي لا تزال ضاغطة من جميع الأديان بشكل عام، وبعضها على وجه الخصوص".
يُشار إلى أن العالم ساند فرنسا في الأيام التي تلت الهجمات. إذ انضم قادة من مختلف أنحاء العالم إلى ملايين الأشخاص الذين تدفقوا على ساحة الجمهورية الضخمة في باريس وأماكن التجمع الأخرى في فرنسا، حاملين لافتات كتب عليها "أنا تشارلي".
موقف ماكرون: الثلاثاء، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ليس في موقع يمكنه من إصدار حكم على قرار مجلة شارلي إبدو الساخرة نشر رسم كاريكاتيري للنبي محمد، مضيفا أن فرنسا تتمتع بحرية التعبير.
لكن ماكرون قال خلال زيارة للبنان إنه يتعين على المواطنين الفرنسيين إظهار الكياسة والاحترام لبعضهم بعضا وتجنب "حوار الكراهية".
فشل ذريع: غير أن هجمات يناير/كانون الثاني عام 2015، اعتُبرت فشلاً استخباراتياً ذريعاً لفرنسا.
إذ سافر أحد الأخوين كواشي إلى اليمن للتدرب مع تنظيم القاعدة. واعترف شريف كواشي، الأخ الأصغر، بذلك في مقابلة مع شبكة تلفزيونية فرنسية أثناء حصارهما الأخير. وكان سعيد كواشي تحت المراقبة حتى منتصف عام 2014.
بعدها، أعادت الحكومة الفرنسية تنظيم هيكلها الاستخباراتي، ورفعت ميزانية الأمن القومي وعينت مئات المحققين الآخرين لمراقبة المتطرفين المحليين.
كما قال وزير الداخلية جيرالد دارمانين، الإثنين 31 أغسطس/آب 2020، في كلمة له بمقر الاستخبارات الفرنسية: "بدء هذه المحاكمة هو اللحظة التي ينبغي أن نتذكر فيها أن محاربة "الإرهاب الإسلامي" أولوية رئيسية للحكومة، وسنقاتل بلا هوادة".