كشفت صحيفة "New York Times" الأمريكية الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، أن مسؤولين أمريكيين ناقشوا استخدام سلاح "ذي موجاتٍ دقيقة"، يسبب حروقاً في الجلد من الدرجة الثانية ضد المهاجرين على حدود المكسيك.
جاء ذلك قبل أسابيع من انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس الأمريكي عام 2018، وبعد مطالَبَة الرئيس دونالد ترامب جنوده بـ"اتِّخاذ إجراءاتٍ صارمة" على الحدود.
كان الاقتراح، الصادر من مسؤولين بهيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، قد "صَدَمَ الحاضرين" في اجتماعٍ عُقِدَ في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بحسب صحيفة New York Times.
يحرق الجلد: ذَكَرَت الصحيفة الأمريكية أن "نظام الإنكار النشط"، وهو اسم السلاح، ويُعرَف على أنه وسيلةٌ لردع البشر عن عبور الحدود الأمريكية المكسيكية، قد نوقش وسط شكوكٍ أخلاقية وشكوكٍ أخرى حول فاعليته.
وفقاً لمقطع فيديو إعلامي من وزارة الدفاع الأمريكية، يُعَدُّ نظام الإنكار النشط "نظاماً غير مميت وسلاحاً مضاداً للأفراد مُصمَّماً ليُطابِق المفاهيم الجديدة مع مقاتلينا الحربيين". ويستخدم النظام "شعاعاً مُوجَّهاً من طاقة الموجة الملليمترية التي تخترق 1/64 من البوصة من جلد الخصم".
وبينما يُعَدُّ السلاح حالياً غير مميت، تُعتَبَر هذه التقنية ضارة؛ فقد أدَّت تجارب الجيش الأمريكي نفسه إلى إصابة الأشخاص الخاضعين للاختبار بحروقٍ من الدرجة الثانية.
تجربة أولية: حسب الصحيفة فقد طُبِّقَت هذه التقنية في أفغانستان عام 2010، لكن وفقاً لمجموعة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، فقد "سُحِبَت هذه التقنية بعد بضعة أشهر لاحقة، ولم تُستَخدَم قط في الإعدادات العسكرية ضد المقاتلين الأعداء".
وتستند سردية صحيفة New York Times للاجتماع الذي عُقِدَ عام 2018 على شهادة اثنين من المسؤولين السابقين بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، اللذين زعما أن الوزيرة كريستين نيلسن رفضت الاقتراح.
ويأتي التقرير بعد أسبوعين من إبلاغ مسؤولين بوزارة الأمن الداخلي شبكة NBC أن كبار مستشاري الرئيس أجروا تصويتاً في البيت الأبيض، مايو/أيَّار 2018، حول ما إذا كان ينبغي فصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم. وزعم المسؤولون أن نيلسن اعترضت على هذه السياسة أيضاً، رغم أنها شرعت في الدفاع عنها بشراسةٍ، حتى بعدما غادرت منصبها. وأفادت صحيفة The Guardian البريطانية أنها قالت في أكتوبر/تشرين الأول 2019: "لا أندم على إنفاذ القانون".