صرخ ناجيان من الهجوم الدامي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، عندما واجهوا الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2020، منفذ المجزرة برينتون تارانت، أمام محكمة كرايستشيرش، واصفين واصفين إياه بـ"الإرهابي" الذي يستحق الموت و"ألا يرى نور الشمس مرة أخرى".
حزن وغضب كبيران: وواجه اليميني المتطرف، الذي يتبنى نظرية تفوّق العرق الأبيض وأدين بارتكاب 51 جريمة قتل و40 محاولة قتل، للمرة الأولى ضحايا مذبحة مارس/آذار 2019 في مسجدين في كرايستشيرش.
أمام الناجين الذين غمرهم الحزن واعتراهم الغضب، بدا الأسترالي منفذ الهجوم والبالغ من العمر (29 عاماً) غير متأثر، وهو قد يكون أول شخص في نيوزيلندا يحكم عليه بالسجن مدى الحياة دون منحه إمكانية الإفراج المشروط.
قال ميرويس وزيري، للقاضي كاميرون ماندر غاضباً "لم أرَ ندماً ولا خجلاً في عيني الإرهابي الذي لم يتُب، لذلك قررت ألا أدلي بشهادتي بشأن عواقب (عملية القتل) بل أن أظهر له الألم الذي تحمله".
لكن لم يظهر أي تأثير على منفذ الهجوم، عندما ألتفت إليه وزيري وقال له "الآن، أنت إرهابي ونحن، كمسلمين، لسنا إرهابيين" وسط تصفيق الشهود.
كذلك قال زهير درويش، الذي قتل المُهاجم شقيقه أثناء الهجوم: "أنت تتصرف كجبان وأنت جبان. تعيش كالجرذ وتستحق ذلك. ستموت وحدك مثل فيروس يتجنبه الجميع".
أضاف درويش أن "العقاب العادل هو إنزال عقوبة الإعدام. أعلم أن القانون النيوزيلندي قد ألغى عقوبة الإعدام، لكنه للأسف ليس كائناً بشرياً، ولا يستحق أن يحاكم كإنسان".
"إنه ليس إنساناً": كذلك طلب شاهد، تم شطب اسمه من قبل المحكمة، من القاضي الحكم على القاتل "بأقسى عقوبة ممكنة"، وناشده قائلاً "أريدك ألا تدع هذا الرجل يرى نور الشمس أبداً (…) هذا الرجل يجب أن يمكث في السجن إلى الأبد (…) إنه رجل مريض، وليس إنساناً".
وأمام ذلك اكتفى تارانت بمداعبة ذقنه عندما وصفه الشهود بأنه "شيطان" و"سفاح حاقد" ولكنه جعل المجتمع المسلم في نيوزيلندا أقوى.
كان من بين الحاضرين لجلسة المُحاكمة أيضاً، أمبرين نعيم التي فقدت زوجها نعيم رشيد وابنها طلحة خلال المذبحة، ويعد زوجها نعيم رشيد بطلاً بعد أن أنقذ أرواحاً عندما هاجم تارانت مسجد النور وسط كرايستشيرش، وسمح تصديه له للناس بالفرار قبل أن يُقتل.
قالت أمبرين "منذ وفاة زوجي وابني، لم أهنأ بنوم سليم وطبيعي. لا أعتقد أن ذلك سيكون ممكنا أبداً"، وأشارت إلى أن ذلك يشكل "بالنسبة لي ضرراً لا يمكن إصلاحه، ولهذا السبب يجب أن تكون عقوبته أبدية".
كذلك لم يرف جفن القاتل عندما أشارت إليه نوريني ميلن، التي قُتل ابنها سياد، قائلة "أنت ميت بالفعل بالنسبة لي. أياً كانت عقوبتك، لن تكون أبداً كافية".
وكان القاتل، الذي أقر بفعلته في مارس/آذار، قد أعلن أنه أراد زرع الخوف بين أولئك الذين وصفهم بـ"الغزاة" ويعني بذلك الجالية المسلمة في نيوزيلندا، لكن عائشة إسماعيل، التي فقدت شقيقها جنيد في إطلاق النار، اعتبرت أنه نجح بفعلته فقط في تقوية إيمانها.
خلال هذه الجلسات، التي من المفترض أن تستمر أربعة أيام وبدأت الإثنين، تم استدعاء 66 شخصاً للإدلاء بشهاداتهم حول عواقب هذه المذبحة على حياتهم، وبعد ذلك سيتم الاستماع إلى تارانت، الذي يمثل نفسه، في المحكمة.
في حين من المقرر أن يصدر رئيس محكمة العدل العليا في كرايستشيرش الحكم يوم الخميس المقبل.