أعلنت والدة أحد الضحايا الذين سقطوا جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا منتصف مارس/آذار 2019، عفوها عن القاتل.
ففي كلمة لها خلال جلسة الاستماع للنطق بالحكم على برينتون تارانت، منفّذ الهجوم الإرهابي، خاطبت جنى أزاد، والدة حسين العمري، أحد ضحايا الهجوم، القاتل قائلة: "لقد قررت العفو عن السيد تارانت، لأني لا أحمل شعوراً بالغضب والانتقام".
عفو عن القاتل: والدة حسين العمري أوضحت أن عفوها عن القاتل نابع عن مبادئ الدين الإسلامي، مردفة: "لقد حصل ما حصل، ولن يعيد أي شيء لي، ابني حسين".
يُذكر أن جلسات الاستماع المتعلقة بالحكم على "تارانت" الذي أقر سابقاً بكل التهم الموجهة إليه في القضية انطلقت الإثنين 24 أغسطس/آب 2020.
كانت مدينة كرايست تشيرش شهدت في 15 مارس/آذار 2019، مجزرة مروعة؛ حيث هاجم تارانت بأسلحة رشاشة المصلين في مسجدي "النور" و"لينوود".
حيث أسفرت المجزرة التي بثها المنفذ مباشرة عبر حسابه على "فيسبوك" عن مقتل 51 شخصاً بينهم تركي، وإصابة 49 آخرين، حسب أرقام رسمية.
في حين تم توجيه تهمة القتل إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً)، الذي يعتنق أفكاراً متطرفة حول "تفوُّق العرق الأبيض".
شهادات عائلات الضحايا: يذكر أنه لدى افتتاح جلسة الاستماع المخصصة لإصدار حكم في قاعة المحكمة في كرايست تشيرش، كشف المدعون عن التفاصيل المخيفة للهجوم الذي تم التخطيط له بدقة والذي كان المهاجم اليميني المتطرف برنتون تارانت يرغب خلاله "بقتل أشخاص أكثر مما فعل".
ففي أول مواجهة مباشرة مع المهاجم الأسترالي، تحدّث الناجون عن الكيفية التي اضطروا من خلالها للاختباء تحت الجثث وعن الغفران والتعايش مع صوت البندقية الآلية الذي لا يزال يتردد صداه في آذانهم.
ووسط إجراءات أمنية مشددة وبينما تمركز قناصة على الأسطح وسط المدينة، استمعت المحكمة إلى الكيفية التي فتح من خلالها تارانت، الذين كان مدججاً بالسلاح، النار في 15 آذار/مارس 2019 على رجال ونساء وأطفال، متجاهلاً مناشدات المساعدة بينما قاد مركبته فوق إحدى الجثث أثناء انتقاله من مسجد لآخر.
في الوقت نفسه أقر تارانت بذنبه بتهم ارتكاب 51 عملية قتل و40 محاولة قتل وتهمة الإرهاب بعدما اقتحم مسجدين في كرايست تشيرش، لينتهي هجومه عندما أوقفته الشرطة أثناء توجهه إلى مسجد ثالث.
من جانبهم يتوقع محامون بأن يكون المهاجم البالغ 29 عاماً أول شخص يحكم عليه بالسجن مدى الحياة في نيوزيلندا دون إطلاق سراح مشروط.
كذلك بقي المتهم الذي ارتدى ملابس السجن الرمادية في قفص الاتهام وأحاط به ثلاثة عناصر شرطة صامتاً وألقى نظرة بين فينة وأخرى حول القاعة بينما قدّم هويس ملخصاً مخيفاً للوقائع.
فيما قال هويس إن المتهم "أقر بأنه دخل المسجدين بنية قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص". وأفاد بأن المتهم "قال إنه كان يرغب بإطلاق النار على عدد أكبر من الناس وكان في طريقه إلى مسجد آخر في آشبورتون لتنفيذ هجوم آخر عندما تم توقيفه".
بدوره أفاد إمام مسجد النور جمال فودة بأنه كان واقفاً على المنبر و"رأى الكراهية في عيون إرهابي تعرّض لغسيل دماغ" قبل أن يقول لتارانت إنه "لا داعي لكراهيتك هذه".
شهادة الجاني في المذبحة: فيما استمعت المحكمة إلى أن تارانت وصل إلى نيوزيلندا في 2017 واستقر في ديوندين (360 كلم جنوب كرايست تشرش) حيث أعد مجموعة من الأسلحة النارية ذات القدرة العالية واشترى أكثر من 7000 طلقة ذخيرة.
كذلك وقبل شهرين على الهجوم، قدم إلى كرايست تشيرش حيث استخدم طائرة مسيّرة فوق مسجد النور وصوّر المكان والأبنية بما في ذلك المداخل والمخارج وسجّل ملاحظات مفصّلة عن التحرّك بين المساجد.
في حين غادر في 15 آذار/مارس 2019 الموافق يوم الجمعة مقر إقامته في ميوندين وتوجّه إلى كرايست تشيرش مدججاً بمجموعة من الأسلحة عالية القدرة كتب عليها إشارات إلى معارك تاريخية وحملت صور شخصيات صليبية وهجمات إرهابية وقعت مؤخراً ورموزاً.