شددت الكثير من الدول على غرار كوريا الجنوبية القيود والإجراءات على الحدود خشية من موجة ثانية من كوفيد-19 يمكن أن تجلبها عودة المصطافين من العطل، كما هي الحال في إيطاليا والنمسا.
فيما وسّعت كوريا الجنوبية وفق تقرير نشرته الوكالة الفرنسية الأحد 23 أغسطس/آب 2020، نطاق قيودها الصحية السارية في منطقة العاصمة سيول لتشمل كامل أراضيها، فأغلقت الشواطئ والمطاعم والحانات والمتاحف وفرضت إقامة الأحداث الرياضية من دون جمهور.
دول متضررة من كورونا: وفي الدولة الآسيوية التي كانت من بين البلدان الأولى المتضررة جراء الوباء في الربيع بعد الصين، سُجلت الأحد 397 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، في أعلى حصيلة يومية منذ مطلع آذار/مارس.
من جانبه قال مدير المراكز الكورية للسيطرة والوقاية من الأمراض جونغ يون-كيونغ الأحد إن "الوضع خطير جداً وجِديّ لأننا على شفير وباء وطني".
في حين نجحت البلاد حتى الآن في احتواء الوباء من خلال استراتيجية متقدمة جداً ترتكز على إجراء فحوص وتعقب المصابين. من دون فرض تدابير عزل.
أما في الهند، تجاوز عدد الإصابات بكورونا المستجد عتبة الثلاثة ملايين الأحد مع تسجيل حوالي 70 ألف إصابة جديدة و912 وفاة،، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات جراء المرض إلى 56706.
تعتبر الهند ثاني دولة أكثر اكتظاظاً في العالم وقد فرضت واحداً من أكثر إجراءات الإغلاق صرامة في أواخر آذار/مارس، ثم رفعت هذه القيود مطلع حزيران/يونيو لمحاولة إنعاش اقتصاد منهك.
إصابات قادمة من الخارج: وفي أوروبا، تبقي عودة المواطنين من العطل الدول في حالة تأهب إذ إنها تخشى قدوم مصابين من الخارج.
فيما فرضت النمسا السبت قيوداً صحية صارمة على الحدود السلوفينية تسببت بازدحام كبير وانتظر المصطافون خصوصاً الألمان والهولنديين، في بعض الأماكن حتى الساعة العاشرة هذه الليلة.
إلى ذلك، تتحدث فيينا عن ارتفاع مستمرّ في عدد الإصابات على أراضيها، إذ إن الفحوص أظهرت إصابة ثلث المصطافين منذ شهر لدى عودتهم من كرواتيا.
من جانبها توقف النمسا كل سيارة آتية من سلوفينيا لتسجيل بيانات الركاب الشخصية حتى أولئك الذين يعبرون النمسا فقط متوجهين إلى دولة أخرى، بهدف تعقّب المصابين.
لكن إيطاليا، أول دولة أوروبية تفشى فيها الوباء، تخشى حدوث موجة ثانية، فقد سجلت منطقة روما خلال 24 ساعة عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة منذ بداية تفشي الوباء في آذار/مارس ومعظمها مرتبط بالعودة من الإجازات.
يشار خصوصاً إلى العائدين من سردينيا في جنوب إيطاليا والتي نجت من الموجة الأولى من الفيروس لكن حركة السياح والمحتفلين غير الحذرين، ساهمت في عودة انتشار الفيروس.
إصابات جديدة في ألمانيا: وفي ألمانيا أيضاً، ازداد عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد في الأيام الأخيرة بسبب عودة أعداد كبيرة من السياح الألمان بعد قضاء إجازاتهم في مناطق ينتشر فيها الفيروس في الخارج، وفقاً للسلطات.
أما في أيرلندا، فقررت السلطات هذا الأسبوع تشديد القيود على التجمعات، بحد أقصى ستة أشخاص في مكان واحد مغلق.
في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي ميتشل مارتن الأحد أنه سيدعو البرلمان إلى الانعقاد بعد فضيحة سياسية مرتبطة بفيروس كورونا، وطلب من المفوض الأوروبي للتجارة الأيرلندي فيل هوغان الاستقالة لتورطه فيها.
وقدّم هوغان اعتذاره لمشاركته الأربعاء في حفل عشاء مساء الأربعاء لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس نادي الغولف التابع للبرلمان، بحضور 82 مدعواً. وقد أدى إلى استقالة عدد كبير من المسؤولين بينهم وزير الزراعة دارا كالياري.
في حين فُرضت تدابير صارمة في باريس، لضبط الخروج المتوقع للحشود بعد نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي يتواجه خلاله بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان: وستكون جادة الشانزليزيه مخصصة للمارة فقط لكن ستخليها الشرطة قبل ساعتين من المباراة.
فيما لفت وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إلى أن الوباء "لم يتوقف عن الانتشار (…) ولم تتم السيطرة عليه إلا خلال فترة الإغلاق ومن ثم خلال مرحلة رفع القيود الصحية بشكل تدريجي"، مشدداً على أنه بعد إلغاء التدابير التي كانت مفروضة لمكافحة الفيروس، سيعود الوباء ويتفشى مرة جديدة.
يذكر أن الوباء أودى بما لا يقلّ عن 805,470 شخصاً وأصاب أكثر من 23 مليون شخص في 196 بلداً ومنطقة منذ ظهور الفيروس في الصين في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس.