عرض علماء روس مقابلاً مالياً كبيراً على مواطنيهم الذين يرغبون في تجريب جرعات من اللقاح الروسي المحتمل ضد فيروس كورونا المستجد، إذ يخطط العلماء الروس لبدء المرحلة الأخيرة من التجارب الإثنين 24 أغسطس/آب 2020، بينما يخططون لبدء التلقيح الشامل في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفق تقرير لصحيفة " دايلي بيست" الأمريكي، السبت 22 أغسطس/آب، نقلاً عن موقع "زناك" الروسي، فإن العلماء يعرضون على المتطوعين الراغبين في تجريب اللقاح، في إطار هذه الاختبارات 1997 دولاراً مقابل تجريبه، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمدينة نوفوسيبيرسك، حيث يبلغ متوسط الأجر الشهري 519 دولاراً، أي حوالي 4 مرات.
شكوك وتخوف: حسب الصحيفة نفسها، فإنه على الرغم من استجابة علماء الأوبئة وعلماء الأدوية والأطباء في روسيا للإعلان الروسي، إلا أن هناك في المقابل تشكيكاً بخصوص فعاليته، كما أنهم "غير مستعدين لحقته".
في السياق نفسه، يخشى الكثيرون من خطورة فتح اللقاح للجمهور قبل أسابيع من اكتمال تجارب المرحلة الثالثة، إذ أشار تقرير لصحيفة "كوميرسانت" الشعبية المحلية، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، إلى أنه "يبدو أن خمسة أشهر لإنشاء مثل هذا العقار المهم هي فترة قصيرة للغاية".
تقول الصحيفة، إن استعراض بوتين وتباهيه بحقن ابنته بهذا اللقاح، الهدف منه هو حث الروسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً على تجريبه.
صحيفة The Daily Beast سألت الأطباء والعلماء وقادة الأعمال والفنانين وربات البيوت والمتقاعدين الروس عما إذا كانوا يجرؤون على أخذ اللقاح الذي لم يتم اختباره، والذي يحتمل أن ينقذ الحياة، وقد ردوا جميعهم "بحذر كبير".
رئيس الجمعية الروسية للطب المسند، الدكتور فاسيلي فلاسوف، قال إنه ليس لديه خطط لاستخدام اللقاح، كما أنه لن يوصي به لأصدقائه أو عائلته.
عملية سرية؟ وفق نفس الصحيفة، فقد بدا الدكتور فاسيلي محبطاً، موضحاً أنه لا توجد طريقة لفحص أي من النتائج من المرحلتين الأوليين من التجارب، أعلنوا أن اللقاح جاهز، لكن مكتشفيه لم ينشروا النتائج الفعلية لأبحاثهم".
قبل أن يضيف: "كل شيء يعتمد على بعض البروتوكولات غير الواضحة وكلما طالت مدة تأخير النشر، زادت شكوك الناس".
وأردف قائلاً: "بدا البحث إلى حد كبير وكأنه عملية عسكرية سرية منذ البداية".
أطلق على اللقاح، الذي ابتكره فريق من الخبراء من وزارة الدفاع الروسية ومعهد الجمالية، اسم Sputnik V، تكريماً للقمر الصناعي الحائز على سباق الفضاء في حقبة الحرب الباردة، والذي أطلق اسمه أيضاً على إحدى الدول الرائدة في روسيا – مواقع إخبارية دعائية.
في السياق نفسه، قام عدد من العلماء بحث الجمعية الروسية للتجارب السريرية والكرملين بشكل علني على تأخير تسجيل اللقاح، لكن تم تجاهلهم، كما حذر بعض العلماء من أنه من الممكن أن يتسبب Sputnik V في جعل المرض أكثر ضراوة لدى أولئك الذين تم تطعيمهم.