وجَّه غاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 18 أغسطس/آب، دعوة إلى إيران من أجل صنع السلام مع واشنطن، وذلك في الوقت الذي يتنبأ فيه ترامب خلاله بأنه سوف تكون هناك عودة سريعة إلى المفاوضات الأمريكية الإيرانية إذا أُعيد انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفق تقرير لصحيفة Voice of America، الخميس 20 أغسطس/آب 2020، فإن هذه الدعوة جاءت خلال مقابلة أجراها كوشنر مع برنامج Plugged In with Greta Van Susteren الذي يُبث عبر إذاعة Voice of America، ناشد فيها مستشار البيت الأبيض الرئيس الإيراني حسن روحاني العمل مع واشنطن.
إذ وجَّه المتحدث نفسه رسالة مباشرة إلى طهران، قال فيها: "إلى الرئيس روحاني، أود أن أقول إن الوقت قد حان لأن تمضي المنطقة قدماً. دعنا نتوقف عن التورط في صراعات الماضي. حان الوقت لأن يلتقي الشعبان ويصنعا السلام".
اتفاق حقيقي: يؤكد ترامب أن هدفه الرئيسي من وراء حملة الضغط القصوى أن يقنع إيران بإنهاء سلوكها الخبيث المتصور، عن طريق التفاوض للتوصل إلى اتفاق ثنائي موسع جديد.
كما تعهدت إيران في المقابل، بمقاومة العقوبات الأمريكية، واستمرت في دعم الميليشيات الإقليمية المعادية للولايات المتحدة والرد العسكري على أي هجوم، مثلما فعلت عند إطلاق صواريخ على القواعد الأمريكية في العراق بعد أيام من مقتل الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني.
قال كوشنر إنَّ صنع السلام مع إيران يمكن أن يؤدي إلى إصلاح أوضاع الاقتصاد الإيراني وتقديم الأمل إلى الجيل القادم.
وأوضح قائلاً: "السلام شيء نبيل. إنه شيء جيد ومهم، إذا أردنا أن يكون لدينا عالم يمكن لجميع من فيه الحصول على فرصة اقتصادية لعيش حياة أفضل من آبائهم".
ففي حديثه مع إذاعة Voice of America، صرح كوشنر قائلاً: "الرئيس ترامب مستعد للحديث. ولديه استعداد للقاء"، وذلك في إشارة إلى حكام الجمهورية الإسلامية. وأضاف: "لكنه… سيكون صارماً".
وتابع حديثه: "إذا كان هناك اتفاق حقيقي تخلو فيه طاولة (المفاوضات) من الأسلحة النووية، وإذا كنا قادرين على ضمان أنها سوف تقود إلى شرق أوسط أكثر ازدهاراً، فأعتقد إذاً أن الرئيس ترامب قد يجلس ويتناقش حوله".
إيران والانتخابات الأمريكية: غير أن ترامب نفسه قال في إحاطة إعلامية في 11 أغسطس/آب، إن إيران "تنتظر لترى الانتخابات. حلمهم الأعظم في هذا العالم أن يفوز جو بايدن، لأنهم سوف يمتلكون هذه البلاد".
وقد قال بايدن إنه سيعيد بلاده إلى الاتفاق النووي لعام 2015 إذا أبدت إيران أولاً "التزاماً صارماً" به. وتعهد بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة لـ"تعزيز ومد نطاق" اتفاق 2015، لكنه لم يحدد كيفية الأمر.
لم تعلن إيران صراحة عن تفضيلها أحد المرشحين ترامب أو بايدن على الآخر. لكن مدير المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس، وليام إيفانينا، قال في بيان في 7 أغسطس/آب،ج إن دوائر الاستخبارات الأمريكية اعتقدت أن طهران كانت تحاول إضعاف ترامب، بسبب "تصوُّر أن إعادة انتخابه يمكن أن تؤدي إلى استمرار ضغوط الولايات المتحدة على إيران في محاولة لإثارة تغيير في النظام الإيراني".
لكن إدارة ترامب أصرت على أنها لا تسعى وراء إطاحة رجال الدين الذين يحكمون إيران، بل بدلاً من ذلك أوضحت أنها تضغط عليها كي تتصرف مثل أي دولة "عادية".
وفي إحاطته الإعلامية في 11 أغسطس/آب، تنبأ ترامب بأنه إذا فاز في إعادة انتخابه، فسوف توافق إيران على اتفاق جديد "في شهر واحد".
"صعوبة كبيرة": في السياق نفسه، وفي حديثه خلال ندوة عبر الإنترنت استضافتها مجموعة الدفاع الأمريكية "متحدون ضد إيران النووية"، قال المبعوث الأمريكي للملف الإيراني بريان هوك، إن استراتيجية إدارة ترامب منحت الولايات المتحدة "نفوذاً هائلاً" كي تحصل على ما تريد من إيران في حال استمرارها لولاية رئاسية ثانية.
قالت باربارا سلافين، المحللة المتخصصة في الشأن الإيراني بالمجلس الأطلسي للبحوث، خلال حديثها مع النسخة الفارسية من إذاعة Voice of America، إنها تجد "صعوبة كبيرة" في تصديق إخلاص النية وراء مناشدة كوشنر من أجل السلام مع إيران.
وأوضحت: "إذا كانت إدارة ترامب مهتمة حقاً بالمفاوضات، يمكنها البدء بالاعتراف بأنها لا تملك أي وضع قانوني يسمح لها بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة (التي هددت بها إذا رفضت الدول الأخرى مد فرض حظر بيع الأسلحة إلى إيران، الذي ينتهي في أكتوبر/تشرين الأول). ثم يمكنها أن تعرض العودة [إلى الاتفاق النووي لعام 2015] إذا التزمت إيران به التزاماً كلياً".
في وقت يقول فيه ترامب إنه مستعد للتفاوض إذا أعيد انتخابه.. هل هي بادرة "جدية" من إدارة الرئيس الأمريكي أم أنها مجرد دعاية "انتخابية"؟